الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

تغطية مصورة - ليلة 5 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ علي الجفيري

الموضوع الخامس: (شبهة الخصوصيات الزمكانية والشخصانية لقيام كربلاء):

- مقدمة:

تتفاوت النظرات إلى قيام كربلاء، فثمة من يراه حدثا تاريخيا لا ينبغي الانشغال به، وثمة من يراه عقيدة لا غنى عنها، ومن الأبحاث التأسيسية هنا: الخصوصيات المدعاة في هذا القيام.

 

النقطة الأولى: بيان فكرة الخصوصيات:

المفاد العام: أن خصوصيات الزمان والمكان والشخوص في حدث كربلاء تمنع من الاستفادة منه؛ لحدها الحدث في مقاسات ضيقة لا تتناسب مع مقاسات العصر.

- المقصود من خصوصيات الشخوص: المستوى الثقافي للمجتمع آنذاك، وخصوصيات الحسين(ع) بما يمثله من ثقل الإمامة والعصمة، وخصوصيات من قابله بما يمثلونه من إرث الجاهلية.

- المقصود من خصوصيات الزمكان: مجموع الظروف المحيطة التي كانت تمثل بمجموعها خصال ذلك العصر الخاص، في تلك البقعة الجغرافية المعينة.

- الفكرة ببعدها الفقهي: أنها قضية في واقعة لا يمكن استفادة الحكم العام منها، لكونها تعبر عن تكليف خاص بالحسين(ع).

- الفكرة في بعدها الفكري: أن نهضة الحسين(ع) ليست أمرا ثابتا حتى تكون معيارا أصيلا، بل كانت أسلوبا راعى خصوصيات الزمكان والأشخاص آنذاك، والأسلوب من المتغير لا الثابت.

- من شواهد ذلك:

 1) أن منطلق الثورة راعى شخص الخصم وخصوصياته (وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد).

 2) ما مارسه الحسين(ع) من تصرفات لا تبدو مبررة بالفهم العقلائي السائد.

 3) الوقائع الإعجازية والغيبية.

- الحاصل:ا

ضرورة الخروج من قوقعة عاشوراء والتصنيف على أساسها، ويكفي الأخذ بثوابت الدين وبرخص متغيره لنواكب تطور العالم!

 

- النقطة الثانية: نقد الفكرة:

الفكرة مبتنية على أن الخصوصيات المدعاة مانع من تجدد مدرسة عاشوراء فلا صلاحية فيها لإدارة هذا العصر، وهنا مقدمة وجواب:

- المقدمة: من حيث التأسيس لا بد من التوافق على:

1) شمولية الدين وتجاوزه مشكلة الزمان والمكان لكونه ناشئا ممن خلقهما. (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ).

2) خاتمية الدين أصولا، وانعكس ذلك على التشريع بما ذكره المضمون القطعي: (حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيمة).

 3) ثورة الحسين(ع) تطبيق تام للدين بسعته الشمولية والخاتمية بفهم معصوم كانت وظيفته حفظ هذا الدين في شموليته وخاتميه مطلقا فوق الزمان والمكان، وهو ما يُفهم من إطلاق قوله(ص): (حسين مني وأنا من حسين).

 

-بملاحظة هذه المبادئ ينبغي أن يُعدل عن الكلام السابق من منطق الاستدلال إلى منطق السؤال:

كيف تمكنت كربلاء من الخلود رغم الخصوصيات المذكورة؟!

 

- الجواب: يمكن تطبيق نظريات الدفاع عن حيوية النص الديني على هذه الشبهة كونها انعكاسا لها:

1) نظرية ضبابية لغة الدين وكل يفهمها حسب ثقافته المتأثرة بخصوصيات الزمان والمكان. وهي نظرية مرفوضة تعارض كون القرآن نورا مبينا وهدى.

2) نظرية اعتماد حيوية الدين على قيم وعناوين أصيلة، وتتعدد مصاديقها عبر الزمان. وعليه: كربلاء حيوية بكونها تطبيقا متقدما ثابتا لتلك الأصول والقيم والأحكام التي لا تتبدل.

3) انقسام أحكام الدين إلى ثابت ومتغير، والمتغير هو الأحكام الولائية التي تعالج مستجدات منطقة الفراغ، وتراعي الخصوصيات الزمكانية، ولا تصلح لامتداد والشمول، وهي تدير علاقة الإنسان بالطبيعة والظرف ومتغيراته، وتستند في نفس الوقت إلى ثبات علاقة الإنسان مع الإنسان. وعليه: كربلاء الأنموذج هي تلك الاستنبطات المستفادة من الجانب الثابت.

4) نظرية تأثير الزمان والمكان في فهم النص، فهما موجهان لمقاصده لا بما يبدل الأحكام، بل بما قد يبدل الموضوعات وشرائطها وفقا للأصول العامة الحاكمة. وعليه: تدعو هذه النظرية لدراسة كربلاء بكافة ظروفها الزمكانية والبيئية والظرفية، والأعرافية، وكل ما قد يؤثر في تحديد الموضوع الذي ترتب عليه الحكم آنذاك، ثم تُطبق الاستفادات بتلمس المصاديق والموضوعات ولو بدت مختلفة، مع اتفاقها روحا وشرائطا مع ما حرك الحسين(ع).

 

- الخلاصة: لكربلاء جانبان أصولي وفروعي، الأول لا يتغير، والثاني قد تثبت فيه خصوصية بدليل كعمل الحسين بالرؤى لعصمته، فهذا خاص من هذه الجهة، ويمكن الاستفادة منه أصوليا بالتعمق في عصمته(ع)، وأما ما لم تثبت فيه الخصوصية فهو مورد استفادة وتطبيق أيضا، والحسين(ع) أرجع ثورته لمفاهيم واضحة، كالأمر بالمعروف، والإصلاح، والجهاد.

 

- من هنا يتضح خطأ الأدلة المذكورة عند صاحب الفكرة:

 1) وقوع الحدث على يد أشخاصه لا يعني الشخصنة بالضرورة، وإلا أشكلت الاستفادة حتى من سيرة النبي(ص)! وقد أوكل الحسين المسألة إلى الرمزية فأسقط هذا الإشكال (مثلي لا يبايع مثله).

 2) لا توجد أفعال غير عقلائية في كربلاء، وكلها مفسرة عقلائيا وفقهيا بما قصر عنه فهم المعارضين.

 3) لم يكن الإعجاز أصلا في كربلاء، بل رفضه(ع) حيث كان يتعارض مع أصل العمل بالظاهر كما في روايات.

 

- النتيجة: حيوية كربلاء، وبقاؤها أبد الدهر، وصلاحيتها للاستفادة برمزية دائمة عصية على انتهاء الأمد، (عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار).

 

تغطية مصورة - يوم 4 من محرم الحرام الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

مفهوم العدل

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32) سورة الزخرف

مفهوم العدل

المعنى الأول: إعطاء كل ذي حق حقه.

سواء كان الحق ناشئا عن عمل تكويني أو اعتبار قانوني، فلو سبق أحد إلى السوق ووضع بضاعته في أرض عامة، فلا يحق لأحد وليس من العدالة ومن الظلم أن يتم إزاحة البائع أو سلبه مكانه. كذلك الأمر في مسألة السبق لمحل المصلي، فلا يجوز لأحد أن يزيح مصلياً من مكانه إذا سبقه إليه، في الرواية عن الرسول (ص): (من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو أحق به)، وكذلك الحال في المأتم، إذا سبق مؤمن إلى بقعة في المأتم وجلس فيها فلا يجوز شرعا إزاحته من مكانه إلا في حال التراضي بينهما.

وأما إذا كان الحق ناشئاً عن اعتبار قانوني شرعي كنفقة الزوجة، فلا يجوز للزوج منع النفقة بدعوى كون الزوجة موظفة، أو امتناعه عن الإنفاق بدون مسوغ أو مبرر، فهذا يعد من الظلم، فالنفقة أحد الحقوق الشرعية الذي جعله الله للزوجة، وليس تفضلاً من أحد، ومن ضيع الحق الشرعي فقد ظلم.

المعنى الثاني: إفاضة الأشياء على الموجودات بحسب استعدادها:

هذا المعنى مختص بالله سبحانه وتعالى وحده، فهو الذي أفاض الأشياء على الموجودات وعلى الإنسان، وليس للإنسان حقوق على الله ليطالبها بها، وإنما هي تفضل من الله على العباد، فإذا أعطى نعمة مثل (الصحة، السلامة) وبعدها أخذها أو سلبها فهذا لا يعد ظلما لكونها إفاضة أمنها الله للإنسان ثم استردها منه، فالملك لله وحده جل شأنه.

العدل الإلهي لا ينطبق عليه المعنى الأول في إعطاء كل ذي حق حقه، وإنما هو إفاضة الأشياء على الموجودات بحسب استعدادها، فالنعمة والتوفيق كله من الله عزوجل، وله القدرة على الإعطاء والمنع. وفي الحديث أنه أوْحَى اللَّهُ تَعالى‌ إلى‌ مُوسى‌ عليه السلام: يا مُوسى أُشْكُرْني حَقَّ شُكْري، فَقالَ: يا رَبّ كَيْفَ أشْكُرُكَ حَقَّ شُكْرِكَ وَلَيْسَ مِنْ شُكْرٍ أشْكُرُكَ بِهِ إلّاوَأنْتَ أنْعَمْتَ بِهِ عَلَىَّ؟ فَقالَ: يا مُوسى‌! شَكَرْتَني حَقَّ شُكْري حينَ عَلِمْتَ أنّ ذَلِكَ مِنّي.

فتفوه اللسان ونطقه لكلمات الحمد الله هو توفيق من الله، وهو بحد ذاته يحتاج إلى شكر لله.

ويتساءل البعض: هل من العدل أن يخلقه الله (فقيرا أو ضعيف الشخصية) بينما غيره (غني أو قوي الشخصية)، ألا يوجد ظلم في ذلك،  والجواب أن هذا من صميم العدل لكون الملك محض لله، فإذا تفضل الإنسان على غيره بشيء يملكه فلا يعد ظلماً.

التمييز -التمايز:

لو أن معلماً مارس تمييزاً وفقاً للهوى وبدون مبررات فهو ظلم، أما إذا أجرى اختبارات معينة وفضل الطلاب وفقاً للأولوية فهذا تمايز وفقا للاستعداد والعطاء، ولذلك لا يصح أن نقول أن الله ميز الرسول (ص)، بل أن هناك تمايزاً بين الخلق، ففي الرواية أنه لما أراد الله أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟ فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقالوا: أنت ربنا فحمّلهم العلم والدين..

 

ويطرح تساؤل:

لماذا خلق الله الآفات والشرور والفيضانات، لماذا لم يخلق الإنسان مرتاحاً بدون هذه الأمور؟

الجواب الأول: الشر أمر نسبي:

 فالله خير حافظاً، فهو مصدر الخير ولا يخرج عنه إلا الخير، وهناك أمور نسبية تحدث لعدم انسجام فتظهر للإنسان على أنها شر، بينما هي في حقيقتها خير.

الجواب الثاني: الشر جزء من لوح الوجود:

إذا نظرنا للشرور بنظرة إيجابية على أنها جزء من لوح الوجود فلا وجود لها أصلا، فلو كانت الصحة دائمة لما عُرفت قيمة الصحة، وكذلك بالنسبة للنور والظلمة. وإذا عدنا لمن يحدث الشر فهو الإنسان نفسه الذي تسببت أعماله بحدوث الفيضانات والزلال،

 

 

 

تغطية مصورة - ليلة 4 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ علي الجفيري

 (حسم إشكالية تأرجح قيمة المرأة بين نصوص التكريم والتحجيم):

- مقدمة: هل النصوص الدينية في شؤون المرأة نصوص تقدير أم تحقير؟! وهل تضارع ما وصلت إليه البشرية اليوم ممثلا في وثيقة الحقوق الدولية للنساء المبرمة في اتفاقية "سيداو"؟

 

- النقطة الأولى: مستندات شبهة امتهان المرأة في النص الديني:

يُدعى أن الأحكام الشرعية الخاصة بالمرأة تدل على امتهانها، وهي ترتكز على نصوص عامة تؤصل لثقافة الامتهان الذاتي أو النسبي، ومنها:

- ما نسب للنبي(ص): (النساء حبائل الشيطان)، (النساء عورة)، (ما تركت بعدي فتنةً أضر على الرجال من النساء)، (شاوروا النساء وخالفوهن)، ما نُسب لعلي(ع): (المرأة شر كلها)، (إن النساء نواقص الإيمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول)، (همهن زينة الحياة الدنيا، والفساد فيها).

 

- النقطة الثانية: 4 أجوبة:

1) رفض هذه النصوص مطلقا؛ لضعف أكثرها، ومعارضة المعتبر منها للقرآن. وفيه: تظافر بعض المضامين مع إمكان التأويل.

 

2) حمل مفردة "المرأة" و"النساء" لا على الجنس، بل على العهد في مصاديق معينة ارتكبت أفعالا معيبة في ظرف خاص. ومن شواهد ذلك: ما عن الأمير(ع) بعد حرب الجمل، وكذلك وصيته قبل صفين: (ولا تهيجوا النساء بأذى وإن شتمن أعراضكم..؛ فإنهن ضعيفات القوى والأنفس والعقول)، فوصفهن بذلك مرتبط بظرف الحرب وما يجره من ثكل وترمل وقهر، وليس وصفا مطلقا لجنس المرأة.

 

3) تأويل بعض النصوص وتضييق سعتها بقرائن داخلية أو خارجية، ومن ذلك:

  • النبي(ص): (من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في النار. قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه الذهاب إلى الحمامات.، والنياحات، والثياب الرقاق)، فنفس النص بيّن جهة الطاعة المرجوحة، وأنها ليست مطلقة.
  • الصادق(ع): (ليس للمرأة خطر لا لصالحتهن ولا لطالحتهن؛ أما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس التراب خطرها، التراب خير منها)، فصدر الرواية ظاهره الامتهان، وذيلها يرفع اللبس إلى الامتنان.
  • الصادق(ع): (إيّاكم ومشاورة النساء؛ فإنّ فيهنّ الضعف، والوهن، والعجز)، فما ورد في النهي عن الاستشارة معلل بالطبيعة العادية، فمن ثبت تخلصها منها انتفى معها الحكم، ويؤيده: (إياك ومشاورة النساء إلا من جُرِّبَت بكمال عقل).
  • ما ورد أنها (لعبة الرجل) لا يتكلم من حيث أصل الوجود، بل من جهة رغبة الرجل فيها للاستمتاع، وهو الطرف الفاعل، فلا يصح أن يوصف بنفس الوصف، النبي(ص): (إنما المرأة لعبة، فمن اتخذها فليبضعها)، أو من جهة كونها الطرف الأضعف أمام قوة الرجل، (إنّما المرأة لعبة من اتخذها، فلا يضيّعها)، وإنما وُصفت كذلك توصيةً بها لكي لا يضيع حقها في الاستمتاع، أو في المعاشرة.
  • النبي(ص): (إنّما مثل المرأة مثل الضلع المعوج، إن تركته انتفعت به، وإن أقمته كسرته)، فيه تشبيه بليغ لا يقصد التحقير، بل هي توصية، فالضلع كماله في اعوجاجه لحماية الأعضاء الحيوية، فكذلك المرأة كمالها في أنوثتها، ولو تعومل معها كرجل كُسرت أنوثتها فظُلمت.
  • ما ورد من كونها شر كلها مؤوَّل بما ورد عن نفس الأمير(ع): (خيار خصال النساء شرار خصال الرجال)، فالوصف موهم، ويعالج بهذه النسبية.
  • ما ورد عن الصادق(ع): (إذا كان الشؤم في شيء ففي النساء) مفسر بما جاء عنه حين تذاكروا الشؤم عنده: (الشؤم في ثلاثة: المرأة، والدابة، والدار؛ فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها، وعقوق زوجها)، فالشؤم قد يكون في أشياء بالنسبة للرجل، وأشده إذا وقع ما يكون في المرأة من جهة عقوقها، ولا يعني ذلك أنها شؤم كلها.

 

4) الجواب الرابع: نصوص الذم لا تتكلم عن المرأة من حيث إنسانيتها، بل من حيث أنوثتها ولينها وما قد تؤثر به سلبا، وهكذا الأحكام الشرعية، تركز على الخصوصيات من حيث فروقات الرجل والمرأة.

- مما يشبه ذلك: وصف النبي(ص) الأولاد: (إنهم لثمرة القلوب، وقرة الأعين، وإنهم مع ذلك لمجبنة، مبخلة)، فهم مجبنة من جهة الفتنة، وإلا فهم بلحاظ آخر ثمرة القلوب، وكذلك النساء.

- الرجال كذلك ذُمّوا بنفس المقياس، فقد ورد: (ما من صباح إلا وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال)، و:(الاستهتار بالنساء شيمة النوكى)، والاستهتار: الولع. والنوكى: الحمقى.

 

 

 

- النقطة الثالثة: القاعدة العامة في قراءة نصوص المرأة رد أي معنى امتهان، بالتأويل، أو بالرفض:

 

 أولا: لما ثبت قرآنا من تقدير المرأة ومساواتها مع الرجل في الإنسانية، والتكليف والخطاب، والتفاضل، والثواب.

- وثانيا: للنصوص المتظافرة الواردة في التوصية على المرأة وامتداحها، (ما زال جبرئيل يوصيني بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة)، (اتقوا الله في الضعيفين: النساء واليتيم)، (ما أكرم النساء إلاّ كريم، ولا أهانهن إلاّ لئيم)، (النّساء شقائق الرّجال)، (خياركم خيركم لنسائه)، (ما من رجل يدخل فرحة على امرأة وبينه وبينها حرمة إلاّ فرّحه الله يوم القيامة)، (الله الله في النساء)، (العبد كلما ازداد للنساء حبا، ازداد في الإيمان فضلا)، ولا يمكن أن تكون هذه دعوة للحب الشهوي؛ إذ لا علاقة له بالإيمان.

 

- تنبيهات:

 1) كثير من اتهامات ذكورية الدين وتمييزه ضد المرأة تأتي وفقا لخلفيات فكرية إلحادية ومادية لا تقيم لله ولا للحسابات الأخروية وزنا، فتكون مصاديق الامتهان عندها مكذوبة.

2) التسليم لأمر الله على قاعدة الابتلاء ينبغي أن يكون أصلا في فهم النصوص والأحكام.

3) القراءة في شأن المرأة يجب أن يتجه أولا للتحصين والتأصيل قبل تشويش الذهن بالشبهات.

4) لا كرامة وقيمة حقيقية للمرأة ولا للرجل إلا بالارتباط بالله وما يريده منه بغض النظر عما أراده من الجنس المقابل.

تغطية مصورة - يوم 3 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

Page 27 of 131