ملخص محاضرة المجلس الحسيني
-
الموضوع : الأمراض الأخلاقية وأثرها على الإنسان
الخطيب : الشيخ ماهر رحمة
الساعة : ٧:٣٠ مساءًليلة الإثنين ١٨ أكتوبر ٢٠١٥ -
ليلة خامس من شهر محرم الحرام ١٤٣٧ هـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾.الحديث انطلاقا من هذه الآية سيكون في ثلاث نقاط:
١- بيان الأمراض الأخلاقية حسب المنظور القرآني والروائي.
٢- الآثار المترتبة على الأمراض الأخلاقية.
٣- العلاجات لهذه الأمراض.
قبل أن نبدأ نشير إلى مقدمة وهي أن الأمراض التي تصيب الإنسان يقسمها العلماء إلى قسمين:
1-أمراض تصيب البدن تسمى بالأمراض الجسدية.
2-أمراض تصيب الروح وتسمى بالأمراض الأخلاقية.
نقاط البحث:١- الأمراض الأخلاقية:
كما عبر القرآن الكريم بالقلوب المملوءة بالإيمان والأخلاق والتقوى بأنها قلوب سليمة أيضا عبر عن القلوب المملوءة بهذه الأمراض بالقلوب المريضة.
مثال: النفاق مرض روحي ومرض قلبي:
﴿ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾.
أيضا مرض الشهوة:
عبيد الشهوة وصفهم الله تعالى بالذين في قلوبهم مرض.
﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ...﴾.
أيضا من تلك الأمراض الأخلاقية هي مرض الشك وسوء الظن و قسوة القلب.
﴿ أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا ﴾.
هذا على المستوى القرآني أما على مستوى الروايات فإن أهل البيت عليهم السلام أشاروا إلى الأمراض الأخلاقية مثل:
• تحقير المؤمن:
عن الإمام الصادق: « من استذل مؤمناً أو احتقره لقلة ذات يده شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق».
عن رسول الله صلى الله عليه وآله: «من استذلّ مؤمناً ، أو حقّره لفقره وقلّة ذات يده ، شهره الله يوم القيامة ثمّ يفضحه».
• أيضا مرض الحسد وهو من أسوء الأمراض الأخلاقية.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: «الحسد شر الأمراض».
روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب فلا تحاسدوا».
٢- الآثار المترتبة على الأمراض الأخلاقية:الإنسان عندما يبتلى بهذه الأمراض يظن أن الآثار مترتبة في الآخرة فقط فكثير من الناس يغفل عن الآثار الدنيوية للأمراض الأخلاقية وهم يعتقدون أن الحساب فقط في الآخرة.
هناك آثار دنيوية وآثار أخروية.- • من آثار هذه الأمراض الأخلاقية على الإنسان هو حبس الدعاء وعدم استجابة الدعاء. "اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء".
حبس الدعاء يأتي بمعنيين: - الأول هو أن هذه الأمراض تؤثر عليه بعدم الاقبال على الدعاء.
الثاني بمعنى أن الدعاء لا يصعد إلى الله سبحانه وتعالى.
«في الرواية أن هناك رجلا قال لأمير المؤمنين فما بالنا ندعو فلا يجاب ؟.. قال : إنّ قلوبكم خانت بثمان خصالٍ : إلى أن قال فأيّ دعاء يُستجاب لكم مع هذا ؟.. وقد سددتم أبوابه وطرقه ؟.. ».
• من تلك الآثار:
أن المصاب والمبتلى بهذه الأخلاق تؤثر عليه من الناحية الجسدية والبدنية: المبتلى بهذه الأخلاق الأمراضية تنعكس عليه سلبا فيعتل بدنه.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام: «وَيْحَ الحسد ما أعدله! بدأ بصاحبه فقتله».
عن الإمام الصادق عليه السلام : «أما أنّه ليس من عرقٍ يضرب ولا نكبةٍ ولا صداعٍ ولا مرضٍ إلاّ بذنب ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه : { وما أصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } ، ثمّ قال : وما يعفو الله أكثر ممّا يؤاخذ به».
• من تلك الآثار أيضا هي تجسد وتجسم الأمراض الأخلاقية للإنسان.
هناك نظرية وهي تجسد الأعمال فكل عمل له ظاهر وله باطن (الأعمال الخيرية مثلا باطنها هو الجزاء). - هذه الأمراض الأخلاقية تتجسد للإنسان في الآخرة (في قبره ويوم القيامة). في القبر: فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد.
٣- العلاجات لهذه الأمراض:
نذكر بعضا منها:
• أن يعيش الإنسان الرقابة الإلهية وعليه أن يعلم أن الله عز وجل لا تخفى عليه خافية. « وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ ».
• أن تكثر من ذكر الله (أن يكثر المريض بهذا المرض من ذكر الله).
• الرجوع للطبيب المختص:
الطبيب المختص هو طبيب الروح وأطباء الروح هم محمد وآل محمد. - اللجنة الإعلامية - مأتم الجواونة.
- • من آثار هذه الأمراض الأخلاقية على الإنسان هو حبس الدعاء وعدم استجابة الدعاء. "اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء".