الخطيب : الشيخ ماهر رحمة
الساعة : ٧:٣٠ مساءً
ليلة الأحد ١٧ أكتوبر ٢٠١٥ -
ليلة رابع من شهر محرم الحرام ١٤٣٧ هـ .
روى الكليني في كتابه الكافي عن محمد بن عيسى عن الصالحين أي المعصومين عليهم السلام:
« اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا ».
الحديث انطلاقا من هذا الدعاء يكون حول الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف بين الحقيقة والفائدة المرجوة.
وسنتاول فيه نقطتين:
1- بيان حقيقة الدعاء للإمام الحجة.
2- بيان الفوائد والآثار المترتبة على هذا الدعاء.
مقدمة: من أهم تكاليف المؤمنين في عصر الغيبة الكبرى التي أكدت عليها الأحاديث الشريفة هو الدعاء للإمام الحجة.
روى يونس بن عبد الرحمن أن الإمام الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر بهذا : « اللهم ادفع عن وليك و خليفتك وحجتك على خلقك و لسانك المعبر عنك الناطق بحكمك ..».
ورد عن الإمام العسكري عليه السلام: « والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه ».
.
ورد في التوقيع الشريف من الناحية المقدسة لمحمد بن عثمان السمري السفير الثاني: «وأكثروا بالدعاء لتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم».
.
١- بيان حقيقة الدعاء للإمام الحجة:
هذه النقطة تستدعي عدة أمور:
• عملية الدعاء للإمام الحجة تمثل حالة من حالات الشكر له لأن كل خير نتمتع به في الدنيا إنما ببركته.
و باعتبار أن الإمام هو واسطة الفيض الإلهي اي أن جميع الفيوضات الإلهية تنزل عن طريقه صلوات الله وسلامه عليه.
.
« واجعل صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً ».
.
في الرواية أنه قيل للصادق (ع) : تبقى الأرض بغير إمام ؟!.. قال : لو بقيت الأرض بغير إمام ساعةً لساخت.
.
• الدعاء للإمام الحجة والإكثار من الدعاء لتعجيل فرجه هو في الحقيقة والواقع دعاء لنا لأن في فرجه فرج لنا.
الإمام الحجة سيعيد كل حق لأهله وسيقيم الدولة المهدوية التي يسود فيها العدل والمساواة والحب.
.
عنه عجل الله فرجه: « أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم».
• أن الدعاء للإمام الحجة والإكثار منه يزيد من حالة الارتباط به صلوات الله وسلامه عليه.
عندما تسأل أي أحد من الآباء من تقدم في الدعاء ولدك أم الإمام الحجة ؟ .. يقولون بعقيدتهم أن المقدم هو الإمام.
إذاً الإمام هو المقدم على كل شيء.
٢- في بيان الفوائد والآثار المترتبة على الدعاء للإمام:
نذكر بعضا من تلك الآثار:
• الإمام الحجة يمثل نواة الوجود ودائرة الجذب.
كلما كان الإنسان قريبا من الإمام الحجة وكلما كان كثيرا في الدعاء كثر جذب الإمام له وكلما قل الارتباط والدعاء للإمام قل جذب الإمام لذلك الإنسان.
•الإكثار من الدعاء له هو مما يوجب دعاء الإمام لنا.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام: «إن من يدعو لقائمنا، فإنه يدعو له، وطوبى لمن دعا له إمام زمانه».
عن ابن طاووس : كنت في سر من رأى في ليلة الثالث عشر من ذي القعدة وسمعت الإمام يقول اللهم أحيهم في عزّنا وملكنا ، أو سلطاننا ودولتنا.
ورد أيضا عنه عجل الله فرجه: « إنا غير مهملين لمراعاتكم ، ولا ناسين لذكركم ، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم ( أي أستأصلكم ) الأعداء ...».
.
اللجنة الإعلامية - مأتم الجواونة.