الخطيب : الشيخ جعفر الستري
لساعة : ٣:٤٥ مساءً
يوم الخميس ١٥ أكتوبر ٢٠١٥ -
يوم الحادي من شهر محرم الحرام ١٤٣٧ هـ .
.ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: « أحيوا أمرنا ، رحم الله من أحيا أمرنا ».
الإشكال الذي ساقه المضادون لفكر أهل البيت عليهم السلام من بعد واقعة كربلاء إلى يومنا هذا مفاده لماذا كل هذا الإصرار من الشيعة على هذه الإحياءات وتجديدها كل عام ؟.
هذه الإشكالات نشأت بسبب وجود عقدة في الطرف الآخر.
لم يحيى لأي شخصية إحياء كإحياء لشخصية الإمام الحسين عليه السلام.
هذا الإحياء بالشكل الملفت هو انبهار حصل لدى الكثير فظهر منهم الحسد والبغض ومحاربة تلك الشعائر.
إشكال آخر طرحوه هو ما الذي يستفيده الإمام من لبس السواد ومن اللطم والبكاء عليه ؟ أنتم تقولون أنه سعيد فلماذا تبكون عليه ؟.
هذا الإشكال تطور إلى بُعد آخر وهو توسع دائرة الإحياء وتمدد مآتم للشيعة في إحياء ذكرى غير المعصومين كإحياء ذكرى السيدة المعصومة وذكرى عبدالمطلب والخ بل أن البعض منهم حرم ذلك الإحياء!.
من هذا المنطلق نطرح مسألتين:
لمسألة الأولى: ما هي فلسفة إحياء ذكرى العظماء ؟
١- المبرر الأول هو المبرر الفطري الحضاري.
ظاهر الاحتفاء بشخصيات العظماء هي ظاهرة وجدت في جميع الحضارات.
علماء النفس الاجتماعي والفلسفي يقولون أن بروز أي ظاهرة بمختلف أديانهم هي نابعة من الفطرة.
.
كل أمة لا تملك عظيما تشعر بنقص لديها.
٢- المبرر الثاني هو المبرر الفطري الكمالي:
أن الإنسان مخلوق على حب وعشق الكمال "العلم والشجاعة والكرم وغيرها من صفات الكمال".
عندما نحيي هذه الذكريات فنحن نحيي ونجسد القيم.
٣- المبرر الثالث هو مبرر الاقتداء:
السيدة فاطمة المعصومة والسيدة أم البنين والقاسم عليهم السلام وغيرهم من العظماء دورهم هو دور القدوة الصالحة فلذلك نحيي ذكرى كل منهم.
٤- المبرر الرابع هو المبرر القرآني:
القرآن سن هذه السنة وقد ذكر بعض الأولياء احتفاء لذكراهم.
النواصب تحارب إقامة الشعائر الدينية ويقولون أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله بدعة.
❓ المسألة الثانية: ما معنى قول المعصوم " أحيوا أمرنا" ؟
أولا فعل الأمر ظاهر في الوجوب.
فعل الأمر هنا هل واجب أو جائز أو مستحب مؤكد ؟.
بعض العلماء قال أن إحياء الأمر ليس مستحبا مؤكدا فحسب وإنما هو واجب كوجوب الصلاة والصوم لأن إحياء أمرهم هو حفظ الدين.
معنى إحياء أمرهم:
1- تزوار المؤمنين مع بعضهم البعض وذكرهم لأهل البيت.
2- عن الإمام الرضا عليه السلام أن المعنى هو « أن يتعلّمُ علومَنا ويُعلِّمُها الناس؛ فإنّ الناس لو عَلِموا محاسنَ كلامِنا لاَتّبعونا ».
3- أن بجتمع المؤمنين لقراءة مصابهم.
4- أن أكمل مصداق لإحياء أمرهم هو إحياء شعائر الإمام الحسين عليه السلام.
اللجنة الإعلامية - مأتم الجواونة.