الخطيب : الشيخ ماهر رحمة
الساعة : ٧:٣٠ مساءً
ليلة الخميس ١٤ أكتوبر ٢٠١٥ -
ليلة الحادي من شهر محرم الحرام ١٤٣٧ هـ
ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
« إن لقتل الحسين عليه السلام حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا ».
هناك تساؤل كثيرا ما يطرح في قضية الإمام الحسين عليه السلام ألا وهو لماذا كل هذا التركيز على البعد العاطفي والمشاعر الجياشة للإمام الحسين ؟
هناك تفاعل كبير واهتمام بالغ من ناحية اللطم والبكاء على الإمام، فما هو سر هذا الاهتمام ؟
الجواب هو أنه هناك 3 جوانب مرتبطة بهذا الاهتمام:
الجانب الأول الذي يفسر هذا الاهتمام العاطفي هو ما يمسى بالارتباط التكويني.
هناك ارتباط تكويني بيينا وبين الإمام الحسين نشأ من الأزل، لدينا روايات وأحاديث كثيرة تشير إلى أننا خلقنا من فاضل طينة أهل البيت عليهم السلام ونذكر هنا بعضا من تلك الروايات:
روي عن الإمام الحجة عجل الله فرجه:
« إن شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا».
عن ابن أبي نجران قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: « من عادى شيعتنا فقد عادانا و من والاهم فقد والانا لأنهم منا خلقوا من طينتنا من أحبهم فهو منا»
منا هنا (هي من النشأوية وليس من التبعيضية).
منشأ التكون ومنشأ الصيرورة.
وهذا على غرار حديث النبي صلى الله عليه وآله: حسين مني وأنا من حسين ..الخ.
في الجواب المروي عن الإمام الصادق للمفضل أنه قال:
يا مفضل أتدري لم سميت الشيعة شيعة؟ يا مفضل شيعتنا منا، و نحن من شيعتنا، أما ترى هذه الشمس أين تبدو؟
قلت: من المشرق و قال: إلى أين تعود؟ قلت: إلى المغرب.
قال عليه السلام: هكذا شيعتنا، منا بدأوا و إلينا يعودون.
في رواية حنان بن سدير: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إن الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا، فمن كان في خلقه شئ من طينتنا حن إلينا فأنتم والله منا».
إذاً نحن نَحُّن إليهم.
الجانب الثاني:
أن سبب هذا التركيز هو الجانب الاقتدائي.
هذا التفاعل الذي يراه العالم قبل الشيعة تجاه إمامهم إنما هو اتباعا للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله واقتداءً به.
فالروايات تؤكد أن الرسول صلى الله عليه وآله نعى الحسين وبكى عليه طوال سنينه وأيامه وكان ينصب مأتما في بعض بيوت أمهات المؤمنين.
[إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله].
أئمة أهل البيت عليهم السلام أيضا قد بكوا عليه وقد ذكر في بعض الروايات أن يوم الحسين قد أقرح جفونهم.
عن الإمام الحجة: «لأبكين عليك بدل الدموع دما»
اللام تأكيد والنون تأكيد أيضا وهي تدل على استمرار البكاء.
الجانب الثالث: هو الجانب الشرعي.
فالروايات تؤكد على أن أهل البيت عليهم السلام يأمرون شيعتهم بالبكاء على الحسين عليه السلام.
.اللجنة الإعلامية - مأتم الجواونة.