Sunday, 17 April 2022 22:40

التغطية المصورة و ملخص محاضرة ليلة 12 شهر رمضان المبارك 1443 هـ - الخطيب الشيخ عبدعلي آل ضيف

Rate this item
(0 votes)

ملخص محاضرة الليلة الثانية عشرة من شهر رمضان المبارك 1443 هـ لسماحة الشيخ عبدعلي آل ضيف بمأتم الجواونة – قرية داركليب

علامات الظهور في خارطة الانتظار (1)

قال تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.

 

  • التفاعل الوجودي الحضوري، والتفاعل الشعوري.

الوظيفة الملقاة على كاهل المؤمن في زمن غيبة الإمام المهدي (ع) أن يعيش نوعين من التفاعل، وقد عبروا عن النوع الأول بالتفاعل الوجودي الحضاري وعبروا عن النوع الثاني بالتفاعل الشعوري.

  • التفاعل الوجودي الحضوري: أن أعتقد بأن الإمام المهدي (ع) حاضر بيننا وغاية ما هنالك أن غيبته غيبة هوية وليست غيبة شخصية؛ وبعبارة أخرى أن الإمام (ع) نعيش معه ويعيش معنا لكن هويته بالنسبة لنا هوية خفية.

وهناك من روايات أهل البيت ما تشير إلى أن الإمام المهدي إذا ظهر آخر الزمان ورآه الناس قالوا أنهم رأوه في المكان الفلاني وفي المكان العلاني.

 

وفي اعتقادنا بوجوده المبارك هناك من لا يعتقد بوجوده إذا يقول القائل منهم كيف لنا أن نتعقل أن يطول عمر شخص من الأشخاص طيلة هذه السنوات التي تفوق ألفا ومائة سنة!

 

وهنا رد على الإشكال:

الأمر الأول أن القرآن الكريم فيه ما يدل على إمكانية طول العمر منها:

  • عمر دعوة النبي نوح التي تبلغ 950 سنة (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)

هذه عمر الدعوة فقط وعمر النبي نوح كما ورد عن الصادق (ع): " عاش نوح (عليه السلام) ألفي سنة وخمسمائة سنة".

 

  • الخضر بإجماع العلماء هو على قيد الحياة ولم يمت وإنما أطال الله تعالى عمره ليستدل به على إمكانية طول عمر الإمام المهدي (ع).

 

  • النبي عيسى (ع) بإجماع المسلمين أنه ما قتل ولا صلب وأنه على قيد الحياة.

ورد في صحاح المسلمين عن حذيفة أنه قال: قال رسول الله (ص): "يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدّم صلّ بالناس فيقول عيسى: إنما أقيمت الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي".

وهنا هل أن النبي عيسى (ع) بالنسبة للإمام المهدي (ع) أصل أم فرع؟ قائد أم مقود؟

القائد هو المهدي والمتبوع هو المهدي وأما عيسى فسيكون مقودا وتابعا للمهدي فالنبي عيسى (ع) هو الفرع والإمام المهدي (ع) هو الأصل فكيف تصدقون بعمر الفرع وتكذبون بعمر الأصل؟

 

 

 

الأمر الآخر: هنالك من الروايات ما يعرف في صحاح المسلمين بروايات الاثني عشر وهي الروايات التي تتحدث عن أن الخلفاء بعد النبي الأعظم (ص) اثنا عشر خليفة وتلك الروايات متواترة في مدرسة الطائفة الإمامية متواترة بل هي فوق التواتر.

 

وقد حاول البعض تطبيق روايات الاثني عشر على غير الأئمة الاثنا عشر فحاول البعض تطبيقها على حكام الدولة الأموية إلا أن حكام الدولة الأموية بإجماع المؤرخين عددهم أربعة عشر فالروايات لا تنطبق عليها حينئذٍ؛ وحاول البعض الآخر تطبيقها على حكام الدولة العباسية إلا أن عدد حكام الدولة العباسية في كل عصورها سبعة وثلاثين حاكما وهذه الروايات لا تنطبق أيضا حتى صرح علمائهم فقال إننا نقف عاجزين عن تفسير روايات أهل البيت (ع).

 

والمدرسة الإمامية هي المدرسة الوحيدة التي امتلكت القدرة على بيان وتفسير روايات الاثنا عشر فقالوا أن الأئمة الاثنا عشر هم الأئمة الطاهرين بدءا من الإمام أمير المؤمنين انتهاء بالإمام الحجة (ع).

 

  • التفاعل الشعوري: نوضحه بمثال:

لو جاء أحد ما وأشعل نارا عند باب المأتم في الداخل وأنا فوق المنبر فهل سأشعر بالنار؟ أنا أعلم بوجود النار لكن هل وجود النار له انعكاس على بقائي في المنبر؟ هنا شعوري لا ينعكس على وجود الناس لأنها بعيدة عني لكن لو جاء ذلك الشخص وأشعل النار تحت رجلي وأنا فوق المنبر سأشعر بحرارتها فلابد أن ينعكس شعوري بالحرارة على سلوكي وتصرفاتي بما ينطبق وينسجم مع حرارة تلك النار.

 

علمنا بالإمام المهدي (ع) هو من أي نوع؟ شعورنا بالنار التي لا ينعكس وجودها على سلوكي أم شعورنا بالنار التي ينعكس وجودها إيجابا وسلبا علي؟

 

للأسف الكثير منا يكون علمه بصاحب العصر والزمان هو من النوع الأول أي أن علمه بوجود الإمام لا ينعكس على تصرفه وعلى لا سلوكه ونحن نحتاج أن يشعر بحرارة وجود الإمام المهدي (ع) المبارك.

 

إذاً وظيفة المؤمن في زمن الغيبة أن يعيش هذين التفاعلين مع صاحب العصر والزمان.

 

  • توقيت ظهور الإمام المهدي (ع):

من المؤسف أن تجد بعض كناب الشيعة الإمامية ممن كتبوا في الشأن المهدوي قد كلفوا أنفسهم بوظيفة أخرى تتعارض مع روايات أهل البيت التي تنهى عن توقيت الظهور (ع) ومن تلك الكتب:

  • الحرب الأمريكية ضد الإمام المهدي (ع) للسيد محمد علي الطباطبائي.
  • جميع الأديان تقول أنه عصر الظهور لمؤلفه فارس الفقيه.
  • أنت الآن في عصور الظهور.
  • استعدوا فإن الظهور قريب لمؤلفه السيد حجازي.

 

وللأسف هناك ممن وقتوا لظهور الإمام المهدي (ع) يستندون بكلمات نسبوها إلى كبار العرفاء والفقهاء كالشيخ بهجت ومما يتناقل أن الشيخ بهجت قال كنا نبشر الشباب أنهم سيدركون زمن الظهور المهدوي وأما الآن فإننا نبشر الكهول بأنهم سيدركون زمن الظهور المهدوي.

وهذه العبارة المنتشرة عن الشيخ بهجت لا دليل على صدورها منه.

 

وفي ظل ما بينته الروايات من وظيفة المؤمن في زمن الغيبة وفي ظل ما بينته من النهي عن التوقيت إلا أنه من الأسف ظهور بعض الكتاب الذين تبرعوا بتحديد زمن ظهور المهدوي فوقعوا في هذا المنزلق وهو النهي عن توقيت الظهور.

ورب لقائل أن يقول أننا إذا رجعنا إلى روايات أهل البيت (ع) التي تشير إلى ترقب ظهور المهدي فما الضير أن نجزم بقرب ظهوره أو نحدد تواريخا معينة لظهوره؟

نقول أن ترقب ظهور الإمام (ع) في حد ذاته أمر مطلوب وهذا المعنى لا نناقش فيه وإنما نناقش فيمن يجزم بقرب الظهور أو أن يعطي تاريخا محددا للظهور.

 

مثلا: أليس من المناسب أن يتذكر الإنسان الموت لحظة بعد لحظة؟ نعم لأن تذكر الموت له آثار إيجابية تنعكس على نفس الإنسان لكن هل بإمكاني أن أجزم أنني سأموت في هذه الليلة وفي هذه الساعة؟ هذا الجزم جزم في غير محله.

 

أنت لما تقرأ في بعض الكتاب ككتاب استعدوا فإن الظهور قريب للسيد الحجازي وأن المهدي سيخرج في يوم الجمعة السادس من شهر رجب لعام 1428 هـ الموافق 21 يوليو 2007 ألا تشمله روايات النهي عن التوقيت أم لا تشمله؟ طبعا تشمله.

 

  • روايات التوقيت:

لعل قائلا يقول أنه من خلال الرجوع إلى روايات أهل البيت نجد أن هناك طائفة من الروايات أعطت موعدا لظهور المهدي (ع) فبعضها قالت أن الإمام سيخرج في يوم الجمعة وبعضها قالت سيخرج في يوم العاشر من المحرم وبعضها قالت أنه سيخرج في ليلة 23 من شهر رمضان المبارك بينما هناك طائفة من الروايات نهت عن تحديد وتوقيت ظهور المهدي فكيف نحل هذا الإشكال؟

  • عند التحقيق في الروايات نجد أنها لم تعطي موعدا محددا فعندما تجد رواية أنه سيظهر في يوم الجمعة فمن زمن أبينا آدم إلى يوم القيامة كم جمعة مرت وستمر؟ وهنا لا يصدق التوقيت وكذلك في الروايات التي تقول أن خروجه في ليلة 23 رمضان أو في العاشر من محرم الحرام.
  • المخاطب في الروايات التي تنهى عن توقيت الظهور ليس الإمام وإنما أنا وأنت.

 

وعليه علينا ألا نشغل أنفسنا بهذه التوقعات وإنما المطلوب أن نرقى بأنفسنا وأن نعلو بذواتنا وأن نربي أرواحنا لتكون حرية بقبول الإمام المهدي لينظر لنا نظرة رضا.

 

Read 118 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.