من يتأمل في روايات أهل البيت عليهم السلام يجدها تتحدث عن مرحلة خطيرة وفترة مخيفة حرجة تسميها الروايات بمرحلة التمحيص، والتمحيص هو بمعنى الغربلة فأنت لما تغربل الحنطة أي أنك تستبعد منها ما ليس منها؛ وبمقتضى روايات أهل البيت عليهم السلام تجد أن الشيعة سيعيشون هذه المرحلة من أجل أن يميزوا بين بعضهم البعض.
- عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام متى يكون فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا، يقولها ثلاثا، حتى يذهب (الله تعالى) الكدر ويبقى الصفو.
وكيفيك في إدراك هذه المرحلة ومدى خطورتها – وهي مرحلة التمحيص – أن تعلم أن أكثر من آمنوا بإمامة الإمام المهدي (ع) هم العرب وما ذلك إلا أن العرب هم الذين بعث النبي صلى الله عليه وآله في أوساطهم وبرغم أن العرب هم أكثر من آمنوا بالإمام المهدي (ع) وبرسالة النبي (ص) إلا أن الروايات التي تتحدث عن أنصاره تجد أن أقل أنصاره من العرب مما يدلك على أن الشيعة يغربلون غربلة ويصفون تصفية.
- عن الإمام الصادق (ع): " مع القائم (عليه السلام) من العرب شيء يسير، فقيل له: إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير؟! قال: لابد للناس من أن يمحصوا ويميزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير".