- البحث الأول: النفع والفائدة والأجر والثواب المترتب على الصلاة النبي محمد وآله (ع)
الصلاة على مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين يترتب عليها نفع وفائدة، وأجر وثواب، ولكن السؤال هذا النفع المترتب من الصلاة على محمد وآل محمد يعود إلى من صلي عليهم وهم محمد وآله أم أنه يعود إلى نفس المصلي؟
المحققون من العلماء يقولون أن نفع الصلاة إنما يكون عوده إلى نفس المصلي وليس إلى المصلى عليهم وهم محمد وآل محمد وهذه النتيجة قد استدلوا بها العلماء على دليلين هما الدليل العقلي والدليل النقلي.
- الدليل العقلي: المستفاد من الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام هم واسطة الفيض الإلهي فما من خير ولا من بركة ولا تفاضل إلا بواسطة محمد وآل محمد (ع).
- عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أول شيء خلقه الله تعالى ما هو؟ فقال: نور نبيك يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خير).
- الدليل النقلي: هنالك من الروايات ما يدل على النفع من الصلاة على محمد وآل محمد يعود للمصلي نفسه
- عن صفوان بن يحيى قال: كنت عند الرضا عليه السلام فعطس فقلت له: صلى الله عليك، ثم عطس فقلت: صلى الله عليك، ثم عطس، فقلت: صلى الله عليك وقلت له: جعلت فداك إذا عطس مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله أو كما نقول؟ قال: نعم، أليس تقول: صلى الله على محمد وآل محمد؟ قلت: بلى، قال: ارحم محمدا وآل محمد؟ قلت: بلى، قال: وقد صلى عليه ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة.
- البحث الثاني: ما هي كيفية الصلاة الآية (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)؟
- السيوطي وعدة من أبناء الطائفة الأخرى يقولون أن الصلاة عليه هي كل صلاة مقترنة بالصلاة على آله،
وبن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة:" لا تصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صل على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صل على محمد وآل محمد".
- السيد محسن الحكيم في مستمسك العروة الوثقى يشير إلى أن الظاهر تسالم علماء الطائفة الإمامية على أن ضم آل محمد حين الصلاة على محمد من الأمور الواجبة.
الصلاة على محمد وآل محمد في أصلها مستحبة ولكن بمجرد أن تصلي على محمد وجب عليك أن تصلي على آله.
- البحث الثالث: الإكثار من الصلاة على محمد وآل محمد في الصحيفة السجادية.
من شرح الصحيفة السجادية من العلماء لاحظ في الصحيفة السجادية ظاهرة متكررة وهي إكثار الإمام زين العابدين (ع) من الصلاة على محمد وآله بشكل ملفت للنظر.
الصلاة على النبي وآله تجدها في أدعية المعصومين لكن وجودها في الصحيفة السجادية بمستوى أكبر وبمقدار عال فتجد بين كل أربعة أو خمسة أسطر يصلي على محمد وآله أو بين كل فقرة وفقرة يصلي على محمد وآله حتى ألفت هذا الأمر نظر العلماء وقد وصلوا العلماء إلى هذه النتيجة وهي الظرف التاريخي لصدور الصحيفة السجادية.
الصحيفة السجادية صدرت بعد قتل الإمام الحسين (ع) وقد أراد الإمام زين العابدين (ع) محاربة المشروع الأموي الذي كان يستهدف إخفاء وإطفاء نور محمد وآل محمد (ع).
قد يقول قائل أن بني أمية أرادوا قتل الحسين ولكن إذا كانت إرادتهم قتل الحسين فلماذا تحرق خيامه ولم تسبى نسائه ولم تسحق حوافر خيولهم أطفاله (ع)؟
الصحيفة
زين العابدين (ع) كان يعيش ظروف التقية فكيف يواجه هذا المشروع الأموي في إطفاء نور محمد وآله (ع) ؟
قام زين العابدين بتعليم العبيد والإماء على الصحيفة السجادية وأكثر فيها من الصلاة على محمد وآل محمد حتى يسمع الناس الصلاة على محمد وآله من العبيد والإماء.
وواحدة من ضحايا المشروع الأموي الإقصائي والذوات المستهدفة هي شخصية أبي طالب (ع) والذي تم التشكيك فيه بل وصل الأمر إلى تكفيره (ع).
- سئل الإمام الباقر (ع) عما يقول الناس إن أبا طالب في ضحضاح من نار فقال: " لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة لأخرى لرجح إيمانه " ثم قال: " ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كان يأمر أن يحج عن عبد الله وابنه وأبي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم ".
- وروي عن داود الرقي قال: "دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ولي على رجل مال قد خفت تواه فشكوت ذلك إليه، فقال لي: إذا صرت بمكة فطف عن عبد المطلب طوافا، وصل عنه ركعتين، وطف عن أبي طالب طوافا، وصل عنه ركعتين، وطف عن عبد الله طوافا، وصل عنه ركعتين، وطف عن آمنة [أم محمد] طوافا وصل عنها ركعتين، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافا، وصل عنها ركعتين، ثم ادع الله عز و جل أن يرد عليك مالك، قال: ففعلت ذلك ثم خرجت من باب الصفا فإذا غريمي واقف، يقول: يا داود حبستني تعال فاقبض مالك.