هذه الآية التي ذكرت مواعظ لقمان لابنه قد استفادة منها العلماء مجموعة من الفوائد نذكر بعضاً من تلك الفوائد:
- المسؤولية الشعور تجاه الغير
هذه الآية المباركة تؤكد على الشعور بالمسؤولية تجاه الغير وتشعر الإنسان بمسؤوليته تجاه الآخرين؛
وللأسف اليوم هناك كلمة نسمعها على ألسنة البعض بين وقت وآخر: "أنا مسؤول عن نفسي ولا شغل لي بالآخرين) وهذا خلاف قيم الدين الإسلامي لأنه من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم،
وعدم شعور الإنسان بمسؤوليته تجاه الغير يبرز عنه نتائج خطيرة وقد ظهرت بعضا من تلك النتائج الخطيرة في يومنا هذا مثل العزوف عن الانضمام إلى المؤسسات الخيرية والتطوعية في مجتمعاتنا فمثلا:
- تجد وجها مكررا في عاملي الجمعيات الخيرية والمؤسسات المجتمعية فتجد أن هناك من يعمل في الجمعية وفي نفس الوقت يعمل في مشاريع التعليم الديني أو في المآتم والحسينيات وربما يعمر ذلك الشخص عشرون عاما وهو يعمل في تلك المؤسسة أو الجمعية الخيرية وذلك لعدم وجود من يرشح نفسه للعمل التطوعي.
- تمديد فترة الترشح لعدة مرات لعدم وجود من يقدم نفسه للدخول إلى العمل التطوعي.
- مسؤولية الآباء تجاه أبنائهم
لقمان الحكيم لما يعظ ابنه ويقول يا بني فإنه لا يعيش الشعور بالمسؤولية فحسب وإلا لما كلف نفسه عناء التأديب والتعليم والإرشاد لابنه ومسؤولية الآباء تكون على نحوين:
- المسؤولية الدنيوية: الأب ملزم بتوفير ثلاث مقومات هي: المأكل والمشرب – المأوة والمسكن – الثياب والكسوة ومسؤوليته تكون واجبة إلى أن يصل الولد إلى درجة يستطيع أن يوفر لنفسه هذه المقومات الثلاث.
- المسؤولية الأخروية: يجب على الأب أن يربه ابنه حتى يكون ولدا مستقيما فيعلمه الصلاة والقرآن والعقيدة الحقة.
وللأسف أن هناك مجموعة من الآباء بمقدار ما يكونوا حريصون على تأدية مسؤوليتهم الدنيوية تجاه أبنائهم إلا أنهم يفرطون بقيام مسؤوليتهم الدينية.
- تربية الأبناء على المنهج التربوي.
هناك منهج تربوي إسلامي ومنهج تربوي غربي، وهنا يجب على الآباء الاهتمام بالمنهج التربوي الإسلامي.
- التحبب للأبناء:
لم استخدم لقمان مفردة يا بني ولم يستخدم مفردة ابني؟
مفردة بني مصغرة لمفردة ابني وإنما صغر لقمان هذه المفردة يتحبب من خلالها لولده وكأنه يريد أن يقول يا ولدي إنما أعظك من منطلق الحب إليك.