Thursday, 20 September 2018 10:38

مجلة منار الحسين (ع) - العدد 3

Rate this item
(0 votes)

المعاملة الحسنى

إن للمدرسة الحسينية عطاءً لا ينفد، ومكاسب لا تبلى، وهي تجسّد عظمة سيّد الشهداء عليه السلام. فالحسين إمامنا ومثلنا الأعلى، فلنرَ ماذا فعل حتى نسلك طريقه ونتبع أثره؟ وهاهنا نستعرض بعض المكاسب التي جادت بها المدرسة الحسينية على الإنسانية، علّنا ننتفع بها في حياتنا

أحد المآثر التي قام بها الإمام الحسين سلام الله عليه هي تقديمه الماء لأصحاب الحرّ الرياحي، فمن هم يا ترى أصحاب الحرّ. إنّهم جماعة كلّفهم ابن زياد بمهمّة اقتياد الإمام الحسين إليه، وكان سلام الله عليه قد قال: «حتى لو استسلمتُ لهم، فلن يتورّعوا عن قتلي»،

نعم، إنّهم جاءوا لمحاربة الحسين وقتله في حال عدم استسلامه، لكنّ الحرّ رجع إلى نفسه وتاب في يوم عاشوراء بعد الذي بدر منه في البداية، فتاب الله عليه.

والآن لنرَ ماذا فعل أصحاب الحرّ؟ فريق منهم رمى الإمام بوابل من سهامه، وفريق آخر حاربه بالرمح والسيف، وأولئك الذين لم يكن معهم سلاح أمطروه بقطع الخشب والحجارة، كما ساهم بعضهم في قتل علي الأكبر ابن الإمام سلام الله عليه، ومنهم من رمى أبا الفضل العباس بالسهام. وكان الإمام عليه السلام يعرفهم ويعرف نواياهم، لكن مع ذلك سقاهم الماء، وهنا يمكن أن نسأل: «يا أبا عبد الله لماذا سقيتهم الماء؟». الجواب هو أنّ الله تعالى يريد من الإنسان أن يخدم أخاه الإنسان صالحاً كان أم طالحاً

لاشكّ في أنّ قتلة الإمام الحسين كانوا شرّ خلق الله، لكن مع ذلك نرى الإمام سلام الله عليه نفسه في ذلك اليوم يترجّل عن فرسه ليسقي من ماء قربته أحد أفراد العدوّ الذي زالت قواه من شدّة العطش ولم يقوَ على النهوض، يقول بعض الرواة بأنّ ذلك الشخص كان أحد الذين شاركوا في قتل الإمام الحسين يوم عاشوراء، والإمام نفسه كان يعلم بهذا، ومع ذلك سقاه الماء.

كان بإمكان الإمام الحسين سلام الله عليه عند لقائه الحرّ وجيشه المنهك العطشان أن يبيدهم عن بكرة أبيهم بإشارة واحدة ـ كما قلناـ خصوصاً أنّه كان أكثر منهم استعداداً وتأهّباً وجاهزيّة للقتال، وكان محتاطاً لكل شيء، وفي المقابل كان أفراد جيش العدو خائرين وعطاشى، ولم يكونوا يقوون على القتال، ولو قُدّر لهم أن يشتبكوا لما نجا منهم أحد البتّة، لقد كان أولئك في قبضة الإمام سلام الله عليه وما كان عليه إلاّ أن يشدّ قبضته حتى يعصرهم في سويعات قليلة فيقضي عليهم أو يأسرهم في معركة سهلة، لكن ليست هذه من شيم الإمام سلام الله عليه ونبل أخلاقه، فقد عاملهم بالحسنى وقدّم لهم ولخيولهم الماء ليرتووا.

لنحاول تعلّم هذه الدروس من الإمام عليه السلام وأن نستعمل ألسنتنا ومواقفنا في فعل الخير دائماً ومع الجميع دون استثناء، فإذا كان باستطاعتنا التفريج عن كربة مكروب لا نتردد في ذلك، وإذا كان بإمكان المرء أن يساعد بماله أو لسانه أو التوسّط للمساعدة لصالح من يعرفه أو حتى من لا يعرفه، فليفعل.

 

----------------------------------

حفظ الأمانة

إنّ شبابنا هم أمانة الله وأهل البيت سلام الله عليهم في أعناقنا، وقد حافظ أسلافنا على الأمانة على أحسن وجه وسلّمونا الدين ومضوا، لذلك علينا أن نسعى بدورنا أن نصون الأمانة الواصلة إلينا على أتمّ صورة، لنسلّمها إلى الأجيال من بعدنا، فلنحاول أن لا يُحرم أيّ شابّ في محلّتنا أو عشيرتنا أو بين أصدقائنا من المشاركة في الحسينيات ومجالس العزاء، وإذا كنّا نعرف شباباً كهؤلاء فلنشجّعهم على المشاركة في هذه المجالس، ولندفع الشباب نحو المواكب الحسينية والتي هي حبل النجاة من الضلال والجهل بكلّ وسيلة متاحة، ولنكرّر محاولاتنا معهم مرة وثانية وثالثة... وهكذا، ولا نيأس من عدم استجابتهم، حتى ينضمّوا إلى الصفوف الحسينية. لنحاول دفع الشباب باتجاه المواكب والشعائر الحسينية، فهذه المسألة تحظى بأهمية كبيرة، خاصة في عالم اليوم حيث تحاول وسائل الأعلام المضلّة وبشكل واسع إغراء الشباب وجذبهم نحوها. وعلينا أن نعلم بأنّ كلّ حسينية هي بيت من بيوت الإمام سيد الشهداء سلام الله عليه، فلنحاول تجنيب هذه الحسينيات من أن تتحوّل إلى مسرح لطرح الخلافات والنزاعات، بل على العكس، لنجعل منها أماكن للاجتماعات والوحدة والوئام.

-----------------------------------

 

البكاء على الحسين(ع)

 
عن الإمام الرضا عليه السلام: "كان أبي عليه السلام إذا دخل شهر محرَّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، وإظهار الحزن لا يكون من خلال الكآبة والبكاء فقط بل من خلال إعلان حالة الحداد بشكل عامّ وفي هذا قال إمام الأمة الراحل قدس سره: "لترتفع رايات عاشوراء المدمَّاة أكثر فأكثر معلنة حلول يوم انتقام المظلوم من الظالم". 

عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلاّ بوَّأه الله بها في الجنّة حقباً".

 

عن الإمام الرضا عليه السلام: "فعلى مثل الحسين فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام".

 

-------------------------------------------

المشاركة في مواكب العزاء

 

قال الإمام الخميني قدس سره: "هذا البكاء هو الذي حافظ على المذهب حتى وصل إلينا، ومسيرات اللّطم هذه هي التي أحيتنا". وقال الإمام الخامنئي دام ظلّه: "الجلوس في المجالس والاستماع إلى العزاء والبكاء واللّطم على الرؤوس والصدور والخروج في مواكب العزاء، كل ذلك يثير عواطف الناس تجاه أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وهذا أمر عظيم". 

 

-------------------------------------- 

اسئلة العدد

·        السؤال الاول: ما هو موقف الامام الحسين (ع) تجاه ضعف وعطش جيش الحر الرياحي؟ ولماذا لم يجهز عليهم الامام وهم بتلك الحالة؟

·       السؤال الثاني: ما هو دورنا في دفع الشباب باتجاه المآتم ومواكب العزاء والشعائر الحسينية؟

·       السؤال الثالث: الى ماذا يدعوننا أئمتنا عليهم السلام وعلمائنا الكرام في شهر المحرم؟

 

------------------------------------------------------

 

•• يمكنك ارسال الاجابات على الرقم 37247766 او وضعها في صندوق الاجابات في المأتم ••

 

Read 1162 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.