اللاءات الاربع
لو تمعنا في «خطاب الخروج» للإمام الحسين، عليه السلام، صوب كربلاء، للمسنا انه أرسى «القواعد الاربعة» لفلسفة النهضة ضد الفساد الاموي. فمن حقنا ان نتساءل: لماذا بدأ عليه السلام، بطرح «اللاءات» الاربع ولم يبدأ بـ «نعمات»! كمبرر لشرعية الخروج - كما هو ديدن الثوار والمعارضين الذين اعتادوا بذكر كافة مثالب الحاكم صغيرها وكبيرها وفي المقابل تلميع صورتهم ليكونوا هم البديل للحاكم- فلابد ان نقول: ان الحسين، عليه السلام، اراد ان يمنح «شرعية» الخروج له ولنهضته من خلال هذه «اللاءات»، ذلك لأن الناس اعتادوا على خطابات النيل من الآخر المعادي، كما هو خطاب عبد الله بن الزبير ضد بني امية، وخطاب معاوية نفسه ضد الامام علي، عليه السلام، اما الامام الحسين، عليه السلام، وقدم لنا نموذجاً يبدأ بتعريف خطاب الثورة من خلال تنزيه نفسه من الآثام الاربعة التي «قد» يقع فيها حتى المصلحون.
وبعبارة اخرى أراد الامام الحسين، عليه السلام، أن يقدم لنا تعريفاً «للاصلاح» بتنزيه نفسه عن مخترقاته ومواطن الخلل التي قد تتغلغل داخله وتفسده.
ثم ان الامام، عليه السلام، يعرف جيداً ان الاعلام والمكر الاموي قادران على إدانة أطهر وأقدس إنسان في الامة، لذلك استبق الاعلام والدهاء الاموي وحروبه النفسية والتسقيطية، بطرح هذه اللاءات الاربع. فالإمام، عليه السلام، نفى عن نفسه صفة «الأشر» التي تنتاب عادة المتنعّم، والذي يطغى بسبب كثرة توالي النعِم، كما أبعد عن نفسه صفة «البطر»، وهو الشخص الذي يبحث عن المغانم طلباً للعيش الهنيء و البذخ بالنعم، وبعبارة اخرى نفى عن نفسه «البطر السياسي» الذي يصيب عادة الثوار والمعارضين الذين لا يتحملون العيش بعيداً عن الكراسي الكبيرة، والواجهات والاضواء، مهما كلف الثمن، ويؤكد ذلك قول الامام، عليه السلام، «أنا أحقّ من غيّر» ولم يقل «أنا أحق من سيطر»!
ثم نفى عن نفسه الفساد والافساد والظلم للآخر، وبعبارة اخرى اراد ان يوصل رسالة للناس جميعاً؛ بأنه لم يخرج لأنه «زعيم بني هاشم» مقابل «زعيم بني امية»، وإنما خرج بدافع رضا الله، وهذا ما نفهم من خطابه المبارك:
«إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله، آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر»، وهذا ما يفسر توالي تُهم «الخروج غير المبرر» له ،عليه السلام، من قبل مناوئيه ومعارضيه، والطريق ممتد ومستمر لاتباع الامام الحسين، عليه السلام، كما أن العداء والتكفير مستمران من بقايا مدرسة الارهاب الاموي حتى هذا اليوم!
--------------------------------------------
ذكر الحسين ذخر ليوم الحساب
روي عن الإمام الصادق سلام الله عليه:
« إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي (عليهما السلام) ، فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة و بعث إلى النار »
كلنا سنرحل عن هذه الدنيا وسنحاسَب على أعمالنا في ثلاث محطّات ـ أعاننا الله عليها ـ حيث نُقل في بعض الروايات أنّه عند الموت، يؤتى بروح الإنسان لتُسأل، وحسب الرواية فإنّ الجسد لا يرفع من مكانه ما لم يتمّ الانتهاء من الحساب. وهناك حساب ثانٍ قبيل يوم القيامة، وثالث في يوم القيامة. وتصرّح الرواية المذكورة بأنّ حساب البرزخ للمؤمن والكافر فرادى وجماعات هو من اختصاص الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه فقط.
إذاً كلّنا سنواجه الإمام سلام الله عليه وسنكون مسؤولين أمامه، وقد خصّه الله جلّ وعلا بخصوصية لم يخصّ جدّه أو أباه أو أمّه أو أخاه بها ـ مع أنّهم جميعاً يفوقونه في المنزلة ـ هذه الخصوصية هي في حسابه للخلق قبل يوم القيامة.
إذاً علينا أن نتزوّد ليوم الحساب مادامت الفرصة سانحة، حيث يقول الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه:
«فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم»
وفي رواية أخرى له: «فإنّ اليوم عمل ولا حساب، وإنّ غداً حساب ولا عمل»
لا يستطيع الإنسان يومئذ إضافة حسنة واحدة لصحيفة أعماله ولا محو سيّئة واحدة منها.
لهذا، وبسبب انقطاع الإنسان عن العمل في الدار الآخرة ـ من ذكرٍ ينفعه أو حسنة تضاف له ـ تراه يتحسّر على كلّ لحظة من لحظات حياته، لم يستزد من عملٍ صالح أو يقلع من ذنبٍ، وما إلى ذلك.
--------------------------------------------------------------
نقش خاتم الحسين عليه السلام
كان منقوش على خاتم كل واحد من الأئمة جملة أو عبارة تعكس جوهره وتفكيره الخاص. وكان نقش خاتم سيد الشهداء عليه السلام: “أن الله بالغ أمره”. وروي أنه كان له خاتمان نقش الأول: “إن الله بالغ أمره”، ونقش الآخر: “لا إله إلا الله عدّة لقاء الله”(سفينة البحار 377:1). وكلا التعبيرين ينم عن روح حب الشهادة ومقام رضاه وتسليمه للقاء الله
نقل عن الإمام الصادق عليه السلام كان بيده خاتم جده الحسين عليه السلام ومنقوش عليه: ” لا إله إلا الله عدّة لقاء الله”(أمالي الصدوق:124)، وهذا الحديث يعكس أيضاً عمق الإيمان وحب الشهادة
-----------------------------------------------------------
الرمي بالحجارة
من جملة الأساليب التي استخدمها جيش الكوفة في مواجهة بطولات أنصار الإمام الشجعان ، فعندما لاحظ جيش الكوفة مقتل الكثير من أفراده في المبارزة الفردية ، أمر عمر بن سعد وبقية قادة جيشه ، سائر أفراد الجيش بعدم الخروج للمبارزة الفردية ، وأمروهم بأن يرجموا معسكر الحسين بالحجارة . ولم يروا أمامهم من سبيل غير هذا لمواجهة أبطال عاشوراء ، وقال قائلهم ” والله لو ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم
ولجأوا في بعض المواقف الى الهجوم جماعة على شخص واحد . وقد أمر عمر بن سعد برمي عابس أبي شبيب بالحجارة
---------------------------------------------------------
اسئلة العدد
· السؤال الاول: ما هي اللاءات الاربع التي ذكرها الامام الحسين عليه السلام؟
· السؤال الثاني: ما هي نقوش خاتمي الامام الحسين عليه السلام؟
· السؤال الثالث: ما هي الخصوصية التي خصها الله تعالى الامام للحسين عليه السلام؟
------------------------------------------------------
•• يمكنك ارسال الاجابات على الرقم 37247766 او وضعها في صندوق الاجابات في المأتم ••