ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: إشكالات حول مفهوم العدل الإلهي
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الإثنين ليلة الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر 2016
ليلة تاسع محرم الحرام 1438 هـ
.
قال تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ }
.
الحديث انطلاقا من الآية المباركة يكون في بيان نقطتين:
- النقطة الأولى: في بيان أقسام العدل الإلهي.
- النقطة الثانية: في بيان الشبهات والإشكالات التي أثيرت حول مفهوم العدل الإلهي.
.
- النقطة الأولى: في بيان أقسام العدل الإلهي.
العدل الإلهي بالنسبة إلى الله سبحانه وتعالى يكون على ثلاثة أنحاء:
(عدل إلهي تكويني - عدل إلهي تشريعي - عدل إلهي جزائي)
العدل الإلهي التكويني: أن الله عز وجل خلق جميع الكائنات وأعطاها ما هي مستعدة له وأوجدها بأفضل شيء وأحسن صورة، وقد أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: { رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى }.
.
العدل الإلهي التشريعي: الله سبحانه وتعالى وضع كل شيء في عالم التشريع بما يناسبه، أي أن الله عز وجل لا يهمل تكليفا فيه مصلحة وكمالا للإنسان من جانب، ومن جانب آخر فإن الله سبحانه وتعالى لا يكلف إنسانا فوق طاقته وفوق مقدرته.
{ إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى}: هذه الأوامر فيها كمال ومصلحة الإنسان.
.
العدل الإلهي الجزائي: هو أن الله سبحانه وتعالى لا يساوي بين المصلح والمفسد يوم القيامة ولا يساوي بين المؤمن والمشرك فإن كل من مسيء يحاسب على سيئاته، وكل من عمل أعمالا حسنة يجازى على أعماله الحسنة.
{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
{ مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ }
.
- النقطة الثانية: في بيان الشبهات والإشكالات التي أثيرت حول مفهوم العدل الإلهي:
وردت عشرات الإشكالات على العدل بأنحائه الثلاثة ونكتفي بطرح إشكالية واحدة:
.
من الإشكالات التي تطرح هو أنه كيف يتلائم العدل الإلهي مع وجود الاختلاف والتفاوت بين الوجودات الإنسانية ؟
هناك قبيح وهناك جميل، هناك شخص أبيض وشخص أسود ، هناك شخص يمتلك الموهبة وشخص لا يمتلكها ..، فكيف يتلائم العدل الإلهي ؟
.
في مقام الجواب نقتصر على جوابين:
1- أن استقامة نظام الحياة الدنيوية متوقف على الاختلاف في الطاقات والقابليات من شخص لآخر:
· الاختلافات في القابليات والطاقات ضرورة تقتضيها نظام الخلقة لأن من أسباب الضرورة تبادل الخدمات الاجتماعية بين أفراد المجتمع وإذا اختلفت الطاقات فإن كل شخص يحتاج للآخر.
{ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا }، كل شخص يساعد الآخر.
.
2- الاختلاف الحاصل بين البشر هو من باب الابتلاء والامتحان.
{ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ }.
ورد في الروايات لدينا: "لو يعلم المؤمن ما له في المصائب من الأجر, لتمنى أن يقرض بالمقاريض".
الإنسان المبتلى يعوضه الله عز وجل يوم القيامة.
.
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة