ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: قيمومة الرجل على المرأة تكليف أم تفضيل ؟
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الأحد ليلة الإثنين الموافق 09 أكتوبر 2016
ليلة ثامن محرم الحرام 1438 هـ
.
قال تعالى: { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ }
.
الحديث انطلاقا من الآية المباركة يكون في بيان قوامة الرجل على المرأة، هل هي تكليف أم هي تفضيل ؟
وانطلاقا من إشكالية تطرحها بعض الأقلام العلمانية
.
هناك اشكالية تطرحها بعض الأقلام العلمانية في أبحاثهم وفي منتدياتهم وفي كتباتهم وفي قنواتهم فيما يخص قيمومة الرجل على المرأة في المنظومة الإسلامية حيث أن الإشكالية تقول أن الشارع المقدس جعل القوامة للرجل دون المرأة من خلال التشريع المذكور في الآية المباركة وهذا يعني أن القوام يجعل الرجل متسلطا وحاكما ومسيطرا على المرأة وتكون المرأة عندئذ محكومة ومسيطرة عليها من قبل الرجل فهذا يعد توهين للمرأة
.
الجواب على هذه الإشكالية يكون بناء على أربع مقامات:
وقبل البدأ بهذه المقدمات لا نبأس أن نقدم جوابا اجماليا قبل الجواب التفصيلي الذي فيه أربع مقدمات.
.
الجواب الإجمالي: إعطاء الرجل منصب القوامة في المنظومة الإسلامية لا يجعل الرجل متسلطا ومسيطرا على المرأة ولا يجعل المرأة محكومة عليها من قبل الرجل حتى يرد علينا هذا الإشكال وإنما المراد من القوامة هو تكليف وتوظيف جعلها الله للرجل دون المرأة ليس إلا.
.
الجواب التفصيلي والذي يعتمد على أربع مقامات:
المقدمة الأولى: أن وجود العائلة أمر مهم بالنسبة إلى الإنسان فلا يمكن للإنسان في أي مرحلة من مراحل تاريخه أن يعيش من دون أسرة ومن دون وجود عائلة لأن العائلة هي مؤسسة إنسانية، هذه المؤسسة الإنسانية لا تستطيع أن تدير نفسها بنفسها حيث لا بد لها من قائم ومدبر وإنسان يدير إدارة العائلة.
لذلك القانون الإسلامي حدد مسئولية تنظيم الأسرة إلى الرجل.
.
المقدمة الثانية: ما هي القوامة التي جعلها الله عز وجل للأزواج على زوجاتهم ؟
- ما هو المراد من القوامة ؟ المراد من القوامة عند أهل اللغة هي الإشراف وتدبير الأعمال والحراسة أي بمعنى أنها ولاية فوض الرجل بموجبها تدبير شئون الزوجة.
المراد من القوامة في المنظومة الإسلامية أنها تدبير شئون الزوجة والأولاد وأن يقوم الزوج بالمحافظة على زوجته وصونها من الانحراف.
.
المقدمة الثالثة: في بيان ملاك القوامة.
لماذا خص الله عز وجل القوامة للرجل دون المرأة ؟ لماذا أعطي الرجل منصب القوامة ؟
هناك ثلاث أسباب:
السبب الأول: لغلبة عقله على عاطفته بحيث أنه قادر على أن يسير بهذه العائلة إلى شاطئ الأمن والسلامة.
السبب الثاني: أن الرجل يمتلك قوة البنية وهو الذي يستطيع أن يدافع على أسرته.
السبب الثالث: أن الملزم بالمال والنفقة على الأسرة هو الرجل.
.
المقدمة الرابعة: هل القوامة هي تكليف ووظيفة أم أنها فضيلة ؟
الكثير يعتبر أن القوامة فضيلة ولكن نحن نريد أن نعرف هل هي تكليف أم تفضيل ؟
الشيخ الجوادي وغيره من العلماء يقولون أن القوامة التي هي للرجل والتي أشار إليها القرآن الكريم هي تفضيل من الله وهي وظيفة للرجل وليست معيار للفضيلة على المرأة.
.
الجواب على الإشكال الذي يقول أن الآية تقول أن هناك تفضيل للرجل على المرأة (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ):
هناك جوابين:
- الجواب الأول: المراد بالأفضلية في الآية ليس التفضيل وإنما التقديم ، يعني بما قدم الرجل على المرأة في بعض الخصوصيات وكذلك المرأة قدمها على الرجل في بعض المجالات المتخصصة عندها.
- الجواب الثاني: التفضيل هنا ليس التفضيل المطلق،
التفضيل في هذه الآية هي ثنائية وليست أحادية (الرجل تارة يكون أفضل من المرأة وتارة تكون المرأة أفضل على الرجل).
.
وهناك من العلماء من يقول أن العلاقة بين الزوج والزوجة هي علاقة تكامل وليست تفاضل، فكل منهما يكمل الآخر.
.
المرأة إذا أرادت أن تتكامل فإنها تحتاج إلى عقل الرجل وشدة الرجل، وكذلك الرجل إذا أراد أن يتكامل فإنه يحتاج إلى عاطفة وهدوء ومشاعر المرأة .
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة