|ما هو سر الإنتصار ؟|
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
° ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام):
" إذا ذكر أحد من الأنبياء فابدأ بالصلاة على محمد وآله ثم عليه ".
* {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ }
إنا لننصر رسلنا
- النصر أمر حتمي (نصر المؤمن سنة إلهية وسنة قرآنية) ، الله سبحانه وتعالى ينصر الرسل وينصر المؤمنين و هناك مؤكدات (إنا - لننصر).
{أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}.
و النصر سيأتي طال الزمان أو قصر
• الرؤية القرآنية للنصر:
- المفهوم القرآني للنصر: مفهوم النصر القرآني يختلف عن النصر المادي والعسكري والنصر ليس هو ليس نصرا عسكريا وماديا فحسب بل هو أعمق من ذلك.
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين} ،،، {َإِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِين}.
بعد أن هُزِمَ المسلمون في غزوة أحد أتاهم النداء بأن لا تحزنوا لأن النصر هو بقاء الإيمان وثباته (بشرط ان كنتم مؤمنين)
كلما كان المجتمع متمسك بإيمانه فإنه هو المنتصر.
- النصر المادي والنصر العسكري مطلوب أيضا.
• عوامل النصر في القرآن الكريم:
- غزوة بدر (اول غزوة بين المشركين والمسلمين) وقد انتصر فيها المسلمون.
- العوامل هي:
1- { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ }.
أن يؤمن الإنسان بأن الفاعلية الحقيقية في هذا الوجود هي لله سبحانه وتعالى.
{" فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ}.
الله تعالى هو المؤثر.
2- التخطيط:
المسلمون انتصروا في بدر لأنهم أخذوا بالأسباب.
{ٌإِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ }.
لا بد أن يكون هناك تخطيط مسبق ودراسة لأسباب النصر.
3- العامل الإعلامي:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}.
هناك معارك إعلامية ولا بد أن يكون هذا العامل متوفر من أجل النصر.
4- العامل النفسي: .
{إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}.
- ولا تهنوا - ولا تحزنوا - وأنتم الأعلون
هذه من موجبات رفع المعنويات وتعزيز العامل النفسي.
5- وجود القيادة والمنهج و الجماهير الوفية:
- القيادة لا بد أن تتوفر على (التقوى والعلم والورع).
- أن تكون درجة التقوى عالية جدا.
- أن يكون القائد عالما بكتاب الله وسنته و عالما بشرائع الدين.
- من موجبات النصر هو وجود القائد واستمرار وجوده.
- أهمية النصر لا تكون في النصر نفسه فحسب وإنما في بقاء وإستمرار النصر وهذا يحصل في حال بقاء القيادة.
- الجماهير لا بد أن تكون وفية لقائدها.
- وجود المنهج (الرسالة والدين والعقيدة) ولا بد أن يكون هناك وضوح في المنهج.
وهذا ما يتمثل جليا في منهج الحسين وإنتصار الإمام الحسين عليه السلام حيث انه قال كما ورد عنه :
(وإنِّي لم أخرج أشِراً ولا بَطِراً ، ولا مُفسِداً ولا ظَالِماً ، وإنَّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمَّة جَدِّي ( صلى الله عليه وآله ) .أريدُ أنْ آمُرَ بالمعروفِ وأنْهَى عنِ المنكر ، وأسيرُ بِسيرَةِ جَدِّي ، وأبي علي بن أبي طَالِب ، فَمَنْ قَبلني بقبول الحق فالله أولى بالحقِّ ، ومن ردَّ عليَّ هذا أصْبِرُ حتى يقضيَ اللهُ بيني وبين القوم ، وهو خَيرُ الحاكِمين ) .