Ebrahim Mohamed

Ebrahim Mohamed

 

الموضوع السابع: (إضاءات حول قول الإمام الحسين(ع): الآن انكسر ظهري):

- مقدمة: تبوأت شخصية العباس(ع) موقعا معرفيا خاصا في الذهنية الشيعية من جهة فضله في تقديم تطبيق متقدم لمفهوم الولاية.

- عقيدتنا في العباس(ع) أنه باب من أبواب فهم الولاية لا بد من توسيطه حقيقةً لوصول أتم في فهم واقع الحسين(ع)، فالولاية سلسلة نورانية رتبية لا يُتوصل فيها للعالي إلا باجتياز الداني أولا.

- من أهم شواهد هذه العقيدة في العباس(ع) –فضلا عن كونها ارتكازا متوارثا- قول الحسين(ع) مؤبنا إياه: (الآن انكسر ظهري)، وهنا نقطتان.

- النقطة الأولى: مصدر هذا النقل:

لعل أقدم مصدر –حسب التتبع- لهذه الكلمة هو: "مقتل الحسين(ع)" للخوارزمي، من علماء العامة في القرن السادس، موصوف بالنزاهة وحبه لأهل البيت(ع)، وكتابه معتبر بالحساب التاريخي. وأيضا ذكرها السيد محمد بن أبي طالب الكركري(ق9/10) في "تسلية المجالس"، وصاحب البحار، وفي "ناسخ التواريخ"، وغيره من الكتب المتأخرة.

- يتضح إمكان تحليل هذه الكلمة والتأسيس عليها بما يناسب المقام ما دامت قد وردت في بعض الكتب المعتبرة، كما فعل ذلك جملة من الفقهاء كالفاضل الدربندي.

- النقطة الثانية: دلالة هذا التأبين وخصوصيته: واضح أن الحسين(ع) قال هذه الكلمة تأبينا ورثاءً، وهما: مدح الميت وعد محاسنه في حال البكاء عليه.

- أبن الحسين(ع) عشرةً من أصحابه، والملحوظ أن تسعة من هذه التأبينات كانت يرجع الوصف فيها والدعاء إلى المؤبَّن، إلا تأبين العباس(ع)، كان الوصف فيه راجعا إلى الحسين(ع) بقوله (انكسر ظهري)!

- ينبغي لحفظ معنى التأبين وغرضه أن تُفهم هذه الكلمة بإرجاع كل خصلة قابلة لأن تكون موردا للتأبين في العباس(ع) إلى الحسين(ع) مآلا وأثرا، فيكون وجود العباس الممتدح مربوطا بأخيه بنحو التمام.

- بهذا الفهم نعمم دلالة الكلمة إلى ما يتجاوز الحسابات العسكرية في موقع العباس(ع) ليكون واقعيا أيضا، لا اعتباريا في جهة معينة فقط، فكونه ظهرا للحسين له باطن ملكوتي عظيم كشف عنه هذا التأبين.

 

- لهذا الفهم عدد من المؤيدات والشواهد النقلية، منها:

 1) أصل انعقاد خلقته(ع) كان إعدادا لنصرته أخيه(ع)، في عمدة الطالب لابن عنبة: (انظر إلى امرأةٍ قد ولدتها الفحولة من العرب؛ لأتزوجها، فتلد لي غلاما فارسا).

2) في "الإرشاد": (اركب بنفسي أنت)، وهذه لها جانب عاطفي كنائي لا يُقبل مع تجريده من التسامح، لأن المعصوم لا ينبغي أن يفتدي غير المعصوم، ولانسجام المعنى مع ذلك ينبغي تأويلها بأن الوجود الفعلي للحسين(ع) في الحياة كان في ذلك الظرف مرتهنا بوجود العباس(ع)، وذهاب العباس يساوق ذهاب الحسين، فصح افتداؤه بهذا اللحاظ الذي يعني بقاء الحسين(ع) نفسه مع التجرد عن لحاظ نفسه في التفدية.

3) العباس حامل اللواء الأعظم، ولم يكن مجرد لواء عسكري في معركة آنية، بل هو لواء الحسين بما فيه من رمزية إعلاء كلمة الله الممتدة، ولهذا حافظ عليه العباس حتى آخر نفس لمعرفته قيمته الملكوتية.

4) (يا أخي كنت العلامة من عسكري، ومجمع عددنا، إذا غدوت يؤول جمعنا إلى الشتات، وعمارتنا تنبعث إلى الخراب)، وهذا شاهد آخر على ارتباط الوجود الحسيني(ع) بوجود أبي الفضل.

5) ورد في "أمالي الصدوق" أن السجاد(ع) استعبر حين رأى عبيد الله بن العباس(ع) وقال: إن أشد يوم على النبي(ص) هو يوم الحمزة، ثم يوم جعفر. ثم ذكر أنه لا يوم كعاشوراء، فهو الأشد مطلقا، وسبب هذا البيان هو ذكر العباس(ع)، وفيه دلالة على أن أشدية يوم عاشوراء كانت من جهة فقد الحسين(ع) العباس.

6) التناغم التكويني الوجداني في ارتباط مصيبته(ع) بمصيبة أخيه بكاءً وزيارةً، وقد ذكر غير واحد من العلماء أن إبقاء العباس(ع) في موضع مصرعه كان سرا من الأسرار الملكوتية.

تغطية مصورة - ليلة 6 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ علي الجفيري
 

تغطية مصورة - يوم 5 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

الإمامة والوساطة في الفيض

يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (71)

سورة الإسراء

مفهوم الإمامة

كل موجود في عالم المادة يحتاج إلى عاملين أساسيين هما (المقتضي والواسطة)، فالمقتضي ما منه الوجود، والواسطة ما به فعلية الوجود، من أصغر ذرة إلى أعظم مجرة، كل شيء يحتاج إلى هذين العاملين، فعندما تتعلق مشيئة الله بإيجاد الجنين فهناك مقتضي (الله سبحانه وتعالى) والواسطة هي النطفة، كذلك الأمر عندما يتم تجسيد فكرة ما فهناك مقتضي (صاحب الفكرة) وهناك تجسيد للفكرة عبر واسطة (العوامل المادية).

فالدين لكي يصل إلى الإنسان فهو يحتاج إلى واسطة وحلقة موصلة، وهو النبي المصطفى (ص) والأئمة عليهم السلام. فمفهوم الإمامة هو الوساطة في الفيض سواء كان الفيض تشريعياً أو تكوينياً.

الفيض التشريعي: الأحكام التكليفية تصلنا بوساطة الرسول الأعظم (ص)، وتبيان الأحكام عبر الأئمة عليهم السلام.

الفيض التكويني: التدخل في النفوس القابلة للتغيير والتحول ولديها عزم حقيقي داخلي، وترغب في الوصول إلى الله، فالنبي (ص) يجتبيها ويأخذ بها للطريق الصحيح شريطة إرادة التغيير الداخلية كما تبينه الآية (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)، فهناك هداية أمرية تمارس من قبل العلماء، وهداية خلقية عبر التدخل في نفوس الناس وهي خاصة للرسول (ص) وأهل البيت (ع)، وذلك بأن يأخذوا بأيدي الناس من الظلمات إلى النور.

وسوسة الشيطان: أشار القرآن الكريم إلى قضية وسوسة الشيطان وتدخله في النفوس والتي تقابل مسألة الهداية، وذلك في سورة الناس (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ)، فكما أن للشيطان تدخلاً في النفوس لإضلالها، فهناك تدخلاً ربانياً لهداية الناس من قبل الرسول (ص) وأهل البيت (ع) كما في الآية (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا).

تصرف النبي وأهل البيت في النفوس:

في الآية (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)، فهذه الولاية تدخل في النفوس، وذات الولاية ثابتة لأمير المؤمنين علي عليه السلام كما في قول النبي (ص) (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).  وفي الزيارة الجامعة (وَأَرْواحُكُمْ فِي الأرواح وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ)، فلهم القدرة على التصرف في الأرواح والنفوس.

أهداف بعثة الأنبياء:

هناك أهداف وغايات لبعثة الأنبياء هناك هدف أدنى (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) فهم حجة الله على خلقه، وهناك هدف أقصى وهو ممارسة الحكم وقد يتحقق كما في حكم النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع)، وقد لا يتحقق.

 

إشكالية: تعطل وظائف الإمام:

إذا كانت وظائف النبي (ص) ثابتة للأئمة (ع)، أليس غياب الإمام المهدي (ع) فيه تعطيل لهذه الوظائف والأدوار؟ فإما أن تكون الإمامة من الأصول أو ننفي وجود الإمام الثاني عشر.

الجواب:

فيما يختص بالهدف الأدنى فهو متحقق، وأما الهدف الأقصى فسيأتي اليوم الذي يتحقق فيه، والرواية عن الرسول (ص) وقد سئل: هل ينتفع الشيعة بالقائم (عليه السلام) في غيبته؟ فأجاب": إي والذي بعثني بالنبوة إنهم لينتفعون به، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جللها السحاب.

هناك حكومة فعلية تمارس الحكم بشكل مباشر، وهناك حكومة ظلية تمارس الحكم بلا بيان، وهذا ما أشار له الإمام الْقَائِمِ (ع): ( نِعْمَ الْمَنْزِلُ طَيْبَةُ وَمَا بِثَلَاثِينَ مِنْ أَوْلِيَائِهِ مِنْ وَحْشَةٍ).

المتغير والثابت:

المتغيرات تركت للفقهاء، والثوابت إذا تعرضت لانحرافات فهي تحتاج إلى تصدي صاحب العصر والزمان (ع) من خلال الحكومة الظلية، فهو موجود ويمارس الأدوار، حيث قال عن يومه الرسول (ص): (وْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنيا إلاّ يَوْمٌ لَطَّولَ اللّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ حَتَّى يَمْلِكُ الاَرْضَ رَجُلٌ مِنِّي يَمْلوَ الاَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَـا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً)، وفي تفسير الإمام الصادق (ع) للآية (يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ) قال: يجئ رسول الله (ص) في قومه ، وعلي في قومه ، والحسن في قومه ، والحسين في قومه ، وكل من مات بين ظهراني إمام جاء معه.

 

الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

الموضوع السادس: (بحث حول علامات الظهور المهدوي):

- مقدمة: هناك من يرفض روايات علامات الظهور ولا يقيم لها وزنا رغم كثرتها، ومن يستغرق في تطبيقها بغير اتزان ولا تمحيص، وهنا 3 نقاط.

- النقطة الأولى: روايات علامات الظهور: تنقسم إلى عامة، وخاصة، والخاصة محتوم وغيره.

- يؤمن بعض المحققين بوقوع كثير من العلامات العامة وإن أمكن توغلها في المستوى أكثر مع الزمان.

- من العلامات العامة: (امتلاء الأرض ظلما وجورا وفسادا/ غربة الإسلام/ إضاعة الصلوات/ اتباع الشهوات/ اكتفاء الرجال بالرجال، والنساء بالنساء/ تشبه الرجال بالنساء والعكس/ كثرة الطلاق..).

- من العلامات الخاصة غير الحتمية: (الموت الأحمر/ الموت الأبيض/ الجراد..).

- العلامات الخاصة الحتمية خمسة، وجاءت في روايات معتبرة ومستفيضة بل متواترة: (الخراساني/ السفياني/ اليماني/ قتل النفس الزكية بين الركن والمقام/ والصيحة)، الصادق(ع): (النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة من المحتوم).

- النقطة الثانية: ما المقصود من علامات الظهور؟ الإجابة تعمّق الفهم المتعارف لهذا المصطلح، والجواب بمستويين:

1) أن العلامة تأتي من واقع تكويني ممهّد للظهور حقيقةً بما يربطها معه من رابط وجودي، فالظهور انكشاف للتأثير الفعلي للإمام على العالم تكوينا، ويحتاج ذلك لتهيئة تكوينية تؤهل العالم للتمحور حوله(ع) بهذا المستوى من الكشف، فالعلامات واقعيات، وليست مصادفات.

- مما يشهد لهذه الفكرة ما ورد: (إذا نادى مناد من السماء: إن الحق في آل محمد. فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس، ويشرّبون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره)، (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا)، (إذا قام قائمنا، وضع الله يده على رؤوس العباد، فيجمع بها عقولهم، تكتمل به أحلامهم).

2) أن الظهور مرتبة من مراتب يوم القيامة تنبسط في نفس عالم الدنيا، وهي تحتاج إلى تهيئة قد تتغير بها بعض القوانين التكوينية للدنيا، وهذه هي حقيقة العلامة.

النقطة الثالثة: منهج التعامل مع روايات العلامات والآثار:

للمنهج 4 معالم:

1) التمحيص العلمي للروايات وفقا للصناعة الاستدلالية المعروفة في هذا المقام.

2) التدقيق الدلالي التخصصي بالتفريق بين الظواهر والتأويلات والرموز، ما يستدعي تشعبا وتعمقا كبيرا ومترابطا بين مختلف العلوم.

3) تحكيم بعض القواعد المعرفية والروائية في مواقعها الصحيحة، ومنها: (التمييز بين العام والخاص، والمحتوم وغيره/ البداء/ تكذيب التوقيت/ تكذيب المشاهدة والبابية).

4) عدم التطبيق الخارجي إلا بالبيّن الواضح بنضج واتزان لا يتسرع إلى النفي، ولا إلى الإثبات، ودون تكلف، فإن من شأن العلامة أن تكون هادية، لا مشوشة.

- محاولة تطبيق العلامات على الواقع الخارجي ولو من الروايات الضعيفة، ونسج سيناريوهات تعتمد غير الثابت بالجزم فيه مشكل من جهة:

1) الابتعاد عن العلمية المعتمدة على القطع لا الظن.

 2) ثبوت التكاذب مع أحداث كثيرة مرت بها الأمة كانت قابلة للتطبيق، ولم يتعقبها الظهور المبارك.

 3) فقد الأمة الأمل في مضامين هذه الروايات، مما يفقدها قيمتها العلمية والعملية الحقيقية.

- آثار الاطلاع على روايات علامات الظهور بالمنهج الصحيح:

 1) استمرار الجذوة العاطفية المتزنة في قضية المهدي(ع) والترقب والأمل الحق. الكاظم(ع): (الشيعة تُربّى بالأماني منذ مائتي سنة).

- تتزن هذه العاطفة ولا تُستغل حين تحتكم إلى القواعد التي بينوها(ع) من عدم التوقيت والاستعجال. (كذب الوقّاتون، وهلك المستعجلون، ونجا المسلّمون).

2) القدرة على التمييز بين الحق والباطل على أساس علمي، خصوصا في الادعاءات التي تكثر. الباقر(ع): (ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبيّ الله(ص)..، والنفس الزكيّة..، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإيّاك وشذاذٌ من آل محمّد(ع)، فإنّ لآل محمّد وعليّ راية، ولغيرهم رايات).

- مما تعطيه روايات العلامات من حيث التمييز في الوظيفة، وأنها تتمثل في لزوم الأرض والسكون، (إنّ دولة أهل بيت نبيّكم في آخر الزمان، ولها أمارات، فإذا رأيتم فالزموا الأرض، وكفّوا حتّى تجيئ أماراتها)، ولا يعني ذلك تعطيل فريضة الأمر بالمعروف، بل (الزموا الأرض) عن اتباع كل مدع كذاب.

3) التعرف على طبيعة التغير التكويني لمحاكاته بالبناء الجاد للنفس، والسعي في تقوية ملكاتها المعرفية، والأخلاقية، والسلوكية؛ ليكون الانتظار حقيقيا. (اعرف إمامك، فإذا عرفته لم يضرّك تقدم هذا الأمر أم تأخر..، فمن عرف إمامه كان كمن هو في فسطاط القائم(ع))، فالمركزية في روايات العلامات للتعرف على الإمام، لا للعلامة بما هي.

- حذرت الروايات من عدم الاستعداد الجدي وأنه قد يخرج من هذا الأمر، الصادق(ع): (مع القائم(ع) من العرب شيء يسير..، لا بد للناس من أن يمحّصوا، ويميّزوا، ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلقٌ كثيرٌ)، (إذا خرج القائم(ع) خرج من هذا الأمر من كان يرى أنه من أهله، ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر)!

تغطية مصورة - ليلة 5 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ علي الجفيري

الموضوع الخامس: (شبهة الخصوصيات الزمكانية والشخصانية لقيام كربلاء):

- مقدمة:

تتفاوت النظرات إلى قيام كربلاء، فثمة من يراه حدثا تاريخيا لا ينبغي الانشغال به، وثمة من يراه عقيدة لا غنى عنها، ومن الأبحاث التأسيسية هنا: الخصوصيات المدعاة في هذا القيام.

 

النقطة الأولى: بيان فكرة الخصوصيات:

المفاد العام: أن خصوصيات الزمان والمكان والشخوص في حدث كربلاء تمنع من الاستفادة منه؛ لحدها الحدث في مقاسات ضيقة لا تتناسب مع مقاسات العصر.

- المقصود من خصوصيات الشخوص: المستوى الثقافي للمجتمع آنذاك، وخصوصيات الحسين(ع) بما يمثله من ثقل الإمامة والعصمة، وخصوصيات من قابله بما يمثلونه من إرث الجاهلية.

- المقصود من خصوصيات الزمكان: مجموع الظروف المحيطة التي كانت تمثل بمجموعها خصال ذلك العصر الخاص، في تلك البقعة الجغرافية المعينة.

- الفكرة ببعدها الفقهي: أنها قضية في واقعة لا يمكن استفادة الحكم العام منها، لكونها تعبر عن تكليف خاص بالحسين(ع).

- الفكرة في بعدها الفكري: أن نهضة الحسين(ع) ليست أمرا ثابتا حتى تكون معيارا أصيلا، بل كانت أسلوبا راعى خصوصيات الزمكان والأشخاص آنذاك، والأسلوب من المتغير لا الثابت.

- من شواهد ذلك:

 1) أن منطلق الثورة راعى شخص الخصم وخصوصياته (وعلى الإسلام السلام إذ قد بليت الأمة براع مثل يزيد).

 2) ما مارسه الحسين(ع) من تصرفات لا تبدو مبررة بالفهم العقلائي السائد.

 3) الوقائع الإعجازية والغيبية.

- الحاصل:ا

ضرورة الخروج من قوقعة عاشوراء والتصنيف على أساسها، ويكفي الأخذ بثوابت الدين وبرخص متغيره لنواكب تطور العالم!

 

- النقطة الثانية: نقد الفكرة:

الفكرة مبتنية على أن الخصوصيات المدعاة مانع من تجدد مدرسة عاشوراء فلا صلاحية فيها لإدارة هذا العصر، وهنا مقدمة وجواب:

- المقدمة: من حيث التأسيس لا بد من التوافق على:

1) شمولية الدين وتجاوزه مشكلة الزمان والمكان لكونه ناشئا ممن خلقهما. (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ).

2) خاتمية الدين أصولا، وانعكس ذلك على التشريع بما ذكره المضمون القطعي: (حلال محمد حلال أبدا إلى يوم القيمة).

 3) ثورة الحسين(ع) تطبيق تام للدين بسعته الشمولية والخاتمية بفهم معصوم كانت وظيفته حفظ هذا الدين في شموليته وخاتميه مطلقا فوق الزمان والمكان، وهو ما يُفهم من إطلاق قوله(ص): (حسين مني وأنا من حسين).

 

-بملاحظة هذه المبادئ ينبغي أن يُعدل عن الكلام السابق من منطق الاستدلال إلى منطق السؤال:

كيف تمكنت كربلاء من الخلود رغم الخصوصيات المذكورة؟!

 

- الجواب: يمكن تطبيق نظريات الدفاع عن حيوية النص الديني على هذه الشبهة كونها انعكاسا لها:

1) نظرية ضبابية لغة الدين وكل يفهمها حسب ثقافته المتأثرة بخصوصيات الزمان والمكان. وهي نظرية مرفوضة تعارض كون القرآن نورا مبينا وهدى.

2) نظرية اعتماد حيوية الدين على قيم وعناوين أصيلة، وتتعدد مصاديقها عبر الزمان. وعليه: كربلاء حيوية بكونها تطبيقا متقدما ثابتا لتلك الأصول والقيم والأحكام التي لا تتبدل.

3) انقسام أحكام الدين إلى ثابت ومتغير، والمتغير هو الأحكام الولائية التي تعالج مستجدات منطقة الفراغ، وتراعي الخصوصيات الزمكانية، ولا تصلح لامتداد والشمول، وهي تدير علاقة الإنسان بالطبيعة والظرف ومتغيراته، وتستند في نفس الوقت إلى ثبات علاقة الإنسان مع الإنسان. وعليه: كربلاء الأنموذج هي تلك الاستنبطات المستفادة من الجانب الثابت.

4) نظرية تأثير الزمان والمكان في فهم النص، فهما موجهان لمقاصده لا بما يبدل الأحكام، بل بما قد يبدل الموضوعات وشرائطها وفقا للأصول العامة الحاكمة. وعليه: تدعو هذه النظرية لدراسة كربلاء بكافة ظروفها الزمكانية والبيئية والظرفية، والأعرافية، وكل ما قد يؤثر في تحديد الموضوع الذي ترتب عليه الحكم آنذاك، ثم تُطبق الاستفادات بتلمس المصاديق والموضوعات ولو بدت مختلفة، مع اتفاقها روحا وشرائطا مع ما حرك الحسين(ع).

 

- الخلاصة: لكربلاء جانبان أصولي وفروعي، الأول لا يتغير، والثاني قد تثبت فيه خصوصية بدليل كعمل الحسين بالرؤى لعصمته، فهذا خاص من هذه الجهة، ويمكن الاستفادة منه أصوليا بالتعمق في عصمته(ع)، وأما ما لم تثبت فيه الخصوصية فهو مورد استفادة وتطبيق أيضا، والحسين(ع) أرجع ثورته لمفاهيم واضحة، كالأمر بالمعروف، والإصلاح، والجهاد.

 

- من هنا يتضح خطأ الأدلة المذكورة عند صاحب الفكرة:

 1) وقوع الحدث على يد أشخاصه لا يعني الشخصنة بالضرورة، وإلا أشكلت الاستفادة حتى من سيرة النبي(ص)! وقد أوكل الحسين المسألة إلى الرمزية فأسقط هذا الإشكال (مثلي لا يبايع مثله).

 2) لا توجد أفعال غير عقلائية في كربلاء، وكلها مفسرة عقلائيا وفقهيا بما قصر عنه فهم المعارضين.

 3) لم يكن الإعجاز أصلا في كربلاء، بل رفضه(ع) حيث كان يتعارض مع أصل العمل بالظاهر كما في روايات.

 

- النتيجة: حيوية كربلاء، وبقاؤها أبد الدهر، وصلاحيتها للاستفادة برمزية دائمة عصية على انتهاء الأمد، (عليكم مني جميعا سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار).

 

تغطية مصورة - يوم 4 من محرم الحرام الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

Page 37 of 146