ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: من شواهد علو مقام العباس (ع) المواساة
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم السبت ليلة الأحد الموافق 08 أكتوبر 2016
ليلة سابع محرم الحرام 1438 هـ
.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال في زيارته لأبي الفضل العباس عليه السلام: " أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَخِيكَ فَنِعْمَ الأَخُ المُواسي ".
.
من أهم المقامات والأوسمة التي نالها أبو الفضل العباس (ع) هو مقام ووسام المواساة لأخيه أبي عبدالله الحسين (ع) ، حيث أن من شهد للعباس بمقام المواساة ووسام المواساة مولانا الإمام الصادق (ع) عندما قال فنعم الأخ المواسي.
وأيضا شهد للعباس بمقام المواساة الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في الناحية عندما قال: " السلام على أبي الفضل العبّاس ابن أمير المؤمنين، المواسي أخاه بنفسه ".
.
وهنا من المعلوم أن حصول أبي الفضل العباس على مقام المواساة من إمامين معصومين مسددين من قبل الله تبارك وتعالى هو خير دليل على بصيرة أبي الفضل العباس في دينه ومعرفته لإمامه وإخلاصه لمواساته للإمام الحسين
فهنا المفخرة للفضل العباس أن من شهد له بهذا المقام إمامان : الإمام الصادق والإمام الحجة (ع).
.
ومن هنا نتحدث عن نقطتين:
1- في بيان المراد من المواساة في مقامنا.
2- في بيان مظاهر وتجليات المواساة لأبي الفضل العباس (ع) في أرض كربلاء.
.
1- في بيان المراد من المواساة في مقامنا:
أن يبذل الإنسان ويعطي ويقدم من أجل غيره مع شديد حاجته إليه في سرائه وضرائه حبا وإخلاصا وتضحية لمن واساه.
وقد حث الإسلام على هذه الصفة وجعل لمن يتصف بهذه الصفة أجرا كبيرا ومقاما رفيعا عندالله سبحانه وتعالى، بل أن صفة ومقام المواساة تعتبر في المنظومة الإسلامية أنها سيدة الأعمال.
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: " يا عليُّ، سيّد الأعمال ثلاث خصال: إنصافك النّاس من نفسك، ومواساتك الأخ في الله عزَّ وجلَّ، وذكرك الله تعالى على كلّ حال
.
عن الحسن البزاز قال: قال لي أبوعبدالله عليه السلام: "ألا اخبرك بأشد ما فرض الله على خلقه، قلت: بلى قال: إنصاف الناس من نفسك ومؤاساتك أخاك وذكرالله في كل موطن .."
.
2- في بيان مظاهر وتجليات مواساة الفضل العباس (ع) في أرض كربلاء:
مقام المواساة تجسد في أبي الفضل في أعلى درجاته حتى وصل الأمر إلى أننا أن نذكر أبي الفضل العباس نذكر بجانبه مواساته لأخيه الإمام الحسين وكأنما توجد رابطة بين العباس وأخيه الإمام الحسين وهذا يدل على علو مواساته.
.
المظهر الأول: عندما جاء شمر حتى وقف على أصحاب الحسين ( عليه السلام ) وقال : أين بنو أختنا ؟
قال له العباس عليه السلام: "لعنك الله ولعن أمانك ، أتؤمننا وابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا أمان له ".
.
المظهر الثاني: أن العباس (ع) عندما اقتحم المشرعة وأحس ببرد الماء وهو عطشانا لم يشرب ولا قطرة واحدة من الماء مواساة للإمام الحسين (ع).
.
هناك 3 آراء:
- الرأي الأول: لم يشرب الماء لأنه تذكر عطش الحسين فرمى الماء من يديه مواساة لأخيه الحسين (ع).
- الرأي الثاني: أصحاب الرأي الثاني يقولون أن العباس (ع) لم ينسى الحسين (ع) ، وعندما أدنى الماء من فمه ولم يشرب الماء أراد أن يحسر النفس من شرب الماء (أراد أن يتعب ويتحدى النفس) وأصحاب هذا الرأي يستدلون ببيت الشعر المعروف: " يا نفس من بعد الحسين هوني ..".
- الرأي الثالث: أن العباس (ع) أدنى الماء من فمه ولم يشرب منه ولا قطرة واحدة لأنه أراد أن يرسل رسالة إلى جيش الأعداء أنه يقول أني ملكت المشرعة وهذا الماء بين يدي ولكني لا أشرب منه لأن الأولى والأحق بالشرب هو أخي الحسين (ع).
.
المظهر الثالث: عندما سقط على نهر العلقمي ونادى أخي يا حسين عليك مني السلام
عندما سقط على نهر العلقمي ونادى أخي يا حسين عليك مني السلام
.
الإمام الحسين (ع) وصل إلى جسد أبي الفضل وجده مقطوع اليسار واليمين والسهم نابت في العين، مخّه سايل على الكتفين. وضع رأسه في حجره، أعاده العبّاس إلى التراب، في الثالثة قال: أخي أبا الفضل، مالي كلَّما وضعتُ رأسَك في حجري تُعيدُه إلى التراب؟ قال: أخي أبا عبد الله، أنت الآن تضع رأسي في حجرك، ولكن بعد ساعة من الذي يضع رأسك في حجره يا غريب؟
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة