ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: تفسير القدرة الإعجازية لدى المعصومين (ع)
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الجمعة ليلة السبت الموافق 07 أكتوبر 2016
ليلة سادس محرم الحرام 1438 هـ
.
ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: " إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها ".
.
الحديث انطلاقا من الرواية الشريفة يكون في نقطتين:
1- في بيان تفسير القدرة الإعجازية لدى المعصومين (ع).
2- في بيان الثمرة المترتبة على معرفة مقامات ومعجزات أهل البيت (ع).
.
وقبل البدأ بالحديث لا بأس أن نقدم مقدمة نذكر فيها:
من المقامات الثابتة للمعصومين عليهم السلام والتي قام الدليل عليها وامتازوا بها على سائر البشر هي قدرتهم على فعل الأمور الخارقة للعادة أي الأمور الاعجازية من قبيل طي الأرض لهم،
وكذلك من الأمور الاعجازية انكشاف عالم الملكوت لهم من قبيل رؤية البرزخ لهم
أو كقدرتهم على الاتصال بالغيب من قبيل تحدث الملائكة لهم.
وغيرها من الأمور التي صدرت منهم وهي أمور خارقة للعادة.
.
الرواية: "إن الله أقدرنا على ما نريد ، ولو شئنا أن نسوق الأرض بأزمّتها لسقناها"
هذه الرواية من احدى الروايات التي تكشف لنا قدرة المعصومين على الأمور الخارقة للعادة.
.
ومن تلك الروايات أيضا رواية الإمام الصادق عليه السلام مع أبي بصير:
قال أبو بصير : دخلت على أبي عبدالله وأبي جعفر (ع) فقلت لهما : أنتما ورثة رسول الله (ص) قال : نعم ، قلت : فرسول الله (ص) وارث الأنبياء ، عَلِم كلما علِموا ؟.. فقال لي : نعم ، فقلت : أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص ؟.. فقال لي : نعم ، بإذن الله .. ثم قال : ادن مني يا أبا محمد !.. فمسح يده على عيني ووجهي ، فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت ، وكل شيء في الدار ، قال :
أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس ، وعليك ما عليهم يوم القيامة ، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟.. قلت : أعود كما كنت .. فمسح على عيني فعدت كما كنت ..
1- في بيان تفسير القدرة الإعجازية لدى المعصومين (ع):
كيف يستطيع الإمام المعصوم أن يفعل الفعل الخارق للعادة ؟
العلماء ذكروا عدة تفاسير:
- التفسير الأول: اتصال الروح بالعالم العلوي يحقق المعجزات.
· المقدمة الفلسفية: الله سبحانه وتعالى خلق عدة عوالم (عالم الجبروت وهو أعلى العوالم – عالم الملكوت – عالم الملك (عالم الدنيا) وهو أدنى العوالم).
والدليل على أن هذه العوالم موجودة هو النص القرآني : { وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ }.
ومن خصائص هذه العالم أن العالم العلوي يؤثر في العالم السفلي.
· المقدمة العرفانية: الفلاسفة يقولون أن الروح الموجودة عند الإنسان لديها عدة مراتب (انحصار القدرة التكوينية عند الروح في البدن – عدم انحصار التصرف التكويني عند الروح في حدود قدرة البدن يعني أن لديها القدرة أن تحلق في العوالم المعنوية).
الإنسان إذا تخلى عن الرذائل وتحلى بالفضائل وداوم على الطهارة والعبادة ومجاهدة النفس عن الشبهات فإن هذه الروح تحلق في تلك العوالم.
وفي الرواية أن الإمام عن زين العابدين أنه :
ووقع حريق في بيت هو فيه ساجد ، فجعلوا يقولون : يا بن رسول الله النار!.. النار!.. فما رفع رأسه حتى أُطفئت .. فقيل له بعد قعوده : ما الذي ألهاك عنها ؟.. قال : ألهتني عنها النار الكبرى".
- أرواح الأئمة عليهم السلام لديها القدرة أن تتصل بالعالم العلوي وإذا اتصلت فإن لديها القدرة على فعل الأوامر الخارقة للعادة.
.
- التفسير الثاني: من كانت لديه بعض حروف الاسم الأعظم فإنه قادر على أن يفعل الأمور الإعجازية في الدنيا والأئمة لديهم الاسم الأعظم ولذلك فلديهم القدرة على فعل الأمور الخارقة للعادة.
· الاسم الأعظم: مجموعة حروف وفي رواية عن الإمام الباقر: " إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً، وإنما عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس .. "
· من يمتلك بعض وليس كل حروف الاسم الأعظم تكون له القدرة على فعل الأوامر الخارقة للعادة.
· ثبت لنا من خلال الروايات الكثيرة أن الأئمة يمتلكون حروف الاسم الأعظم
في الرواية : أحمد بن محمد ، عن أبي عبدالله البرقي يرفعه إلى أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن الله عزوجل جعل اسمه الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا ، فأعطى آدم منها خمسة و عشرين حرفا ، وأعطى نوحا منها خمسة وعشرين حرفا ، وأعطى منها إبراهيم عليه السلام ثمانية أحرف ، (وأعطى موسى منها أربعة أحرف ، وأعطى عيسى منها حرفين ، وكان يحيي بهما الموتى ، ويبرئ بهما الاكمه والابرص ، وأعطى محمدا اثنين وسبعين حرفا ، واحتجب حرفا لئلا يعلم ما في نفسه ويعلم ما في نفس العباد. محمد باستنثاء حرف واحد.
.
72 حرف عند محمد وأهل بيته وحرف واحد استأثر به الله لنفسه.
.
- التفسير الثالث: لأن الأئمة عليهم السلام هم مظاهر إرادة الله وتجلياته.
الحمدلله الذي تجلى لخلقه بخلقه.
.
2- في بيان الثمرة المترتبة على معرفة مقامات ومعجزات أهل البيت (ع):
· الثمرة الأولى: أن معرفة مقامات المعصومين ومناقبهم ومعرفة قدراتهم الأعجازية توصلنا إلى معرفة الله سبحانه وتعالى.
· الثمرة الثانية: أن معرفتهم تنعكس على سلوك الإنسان.
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة