ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: الكم المعرفي لدى الإمام (ع) بشهادته ومقتله
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الإثنين ليلة الثلاثاء الموافق 03 أكتوبر 2016
ليلة ثاني محرم الحرام 1438 هـ
ورد عن الإمام الحسين عليه السلام في خطبته عند خروجه إلى العراق : " خط الموت على ولد آدم مخط القلادة على جيد الفتاة وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف ، وخير لي مصرع انا لاقيه ، كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلا"
.
الحديث انطلاقا من الخطبة الشريفة يكون في بيان الكم المعرفي لدى المعصومين عليهم السلام بشهاداتهم وآجالهم والحديث يكون في نقطتين:
النقطة الأولى في بيان الآراء العلمية في الكم المعرفي لعلم الأئمة .
النقطة الثانية في بيان ما يرد من إشكال على مقدار علم المعصوم.
.
النقطة الأولى في بيان الآراء العلمية في الكم المعرفي لعلم الأئمة :
اختلف العلماء حول مقدار الكم المعرفي للأئمة عليهم السلام بمصائرهم وآجالهم المحتومة حيث أنه وردت الكثير من الروايات أن أهل البيت على الموت عن سابق معرفة بقتلهم وشهادتهم "ما منا إلا مسموم أو مقتول"
إلا أنه اختلف العلماء في كمية ومقدار علم المعصوم بمقتله وقد اختلف العلماء على قسمين (رأيين).
.
الرأي الأول:
أن الأئمة عليهم السلام يعلمون أنهم يقتلون ويستشهدون بشكل إجمالي أما تفاصيل القتل فلا يعلمون بها.
يعلم أنه سيقتل ولكن لا يعلم عن تفاصيل القتل "أين سيقتل وكيف سيقتل ومن هو القاتل ..الخ"
تفاصيل الشهادة ينسيهم الله إياها.
.
أصحاب هذا الرأي هم أصحاب العلم الإجمالي ويستندون ببعض الروايات التي تؤكد نظريتهم ومن ضمن الروايات هي رواية الصفار التي يذكر فيها أنه سئل الإمام الرضا: الإمام يعلم إذا مات ؟.. قال : نعم ، يعلم بالتعليم حتى يتقدّم في الأمر ، قلت : علم أبو الحسن (ع) بالرطب والريحان المسمومين اللذين بعث إليه يحيى بن خالد ؟.. قال : نعم .. قلت : فأكله وهو يعلم ؟.. قال : أنساه لينفذ فيه الحكم ".
.
هل هذا الرأي صحيح ؟
الرأي غير صحيح وذلك لعدة أمور:
1- أن هذه الرواية وبعض الروايات الأخرى التي يعتمد عليها أصحاب الرأي الأول لا تتوفر فيها شروط الصحة أي لا تكون حجة بالمقام.
2- على فرض أن هذه الروايات صحيحة وصادرة من المعصوم إلا أنه لا يمكن لنا القبول بها وذلك لورود الاحتمال بأن الإمام أجاب على السائل على قدر عقله (أجاب جواب بخاطبوهم على قدر عقولهم).
3- هذه الروايات روايات قليلة وفي نفس الوقت هي روايات تنافي الكثير من الروايات المتواترة التي تذكر أن الأئمة يعلمون بشكل تفصيلي عن شهادتهم ومقتلهم.
.
الرأي الثاني: يقولون أن لدى الأئمة تفاصيل مقتلهم وهي نظرية العلم التفصيلي وقد استندوا إلى جملة من الروايات التي تثبت نظريتهم.
من تلك الروايات:
.
ورد عن الإمام الرضا أنه قال لهرثمة: فقال : " .... يا هرثمة !.. فقلت : لبيك يا مولاي !.. فقال لي : اجلس !.. فجلستُ ، فقال لي : اسمع وعُ يا هرثمة !.. هذا أوان رحيلي إلى الله تعالى ولحوقي بجدي وآبائي (ع) ، وقد بلغ الكتاب أجله ، وقد عزم هذا الطاغي على سمّي في عنب ورمان مفروك ، فأما العنب فإنه يغمس السلك في السمّ ويجذبه بالخيط في العنب ، وأما الرمان فإنه يطرح السمّ في كفّ بعض غلمانه ويفرك الرمان بيده ليلطخ حبّه في ذلك السمّ . وإنه سيدعوني في ذلك اليوم المقبل ، ويقرّب إليّ الرمان والعنب ، ويسألني أكلهما فآكلهما ... "
.
وعن الإمام الحسين عليه السلام: "وخير لي مصرع أنا لاقيه"
.
النقطة الثانية في بيان ما يرد من إشكال على مقدار علم المعصوم:
الإشكال يقول بناءً على علم الإمام بمقتله وبتفاصيل مقتله كيف يذهب إلى الموت وقد قال الله تعالى في محكم كتابه: { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } ؟
.
الجواب الأول:
الإمام الحسين عليه السلام كان يعلم بأنه يقتل ويعلم بتفاصيل مقتله ومع ذلك ذهب إلى كربلاء ونقول أنه ولو كان قتله إتلافا للنفس فإن الشرع يقدم إتلاف النفس وهو تقديم الأهم على المهم (حفظ النفس مهم ولكن حفظ الشريعة أهم).
ولذلك ورد: "إن لم يستقم دين محمد فيا سيوف خذيني"
.
الجواب الثاني:
لأن ذهاب الإمام إلى كربلاء كان هو تكليفه من الله عز وجل.
(شاء الله أن يراك قتيلا) وهو أمر وتكليف من الله.
.
الجواب الثالث:
هو تسليما لقضاء الله قدره
وقد ورد عن الإمام الحسين عليه السلام أنه قال: "رضا بقضائك وتسليما لأمرك لا معبود سواك رضا الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين"
.
.
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة