ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: فلسفة استمرار الحزن على الإمام الحسين (ع)
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الأحد ليلة الإثنين الموافق 02 أكتوبر 2016
ليلة حادي محرم الحرام 1438 هـ
ورد عن الإمام الرضا (ع): " يا بن شبيب إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين فإنه ذبح كما يذبح الكبش".
من أهم ما يميز المجتمع الشيعي دون غيره من المجتمعات الإسلامية الأخرى هو امتلاكه لذكرى عاشوراء والفاجعة الأليمة
في كل عام يقوم بتجديد المصاب على الإمام الحسين ، الشيعة في كل مكان يجددون في كل عام الحزن والبكاء وإقامة الشعائر الحسينية على الإمام الحسين (ع)
المجتمع الشيعي واجهته جملة من الإشكالات على المستوى العلمي والفكري.
نتعرض لإحدى الإشكاليات التي أثيرت على الشيعة بسبب استمرار وتجديد العزاء والبكاء على الإمام الحسين (ع)
الإشكالية تقول بعدم مقبولية استمرار العزاء والحزن والبكاء على الإمام الحسين في كل عام.
الإشكالية تقول : إن قضية الإمام الحسين قضية تأريخية وقعت في زمان معين ومكان معين ولها أشخاص سيحاكمهم الله وهي قضية مضت من تاريخها أكثر من 1400 سنة فلماذا البكاء في كل عام ؟
قبل الجواب على هذه الإشكالية نقدم اعتراض على هذه الإثارة التي أثارتها بعض الأقلام ضدنا نحن الشيعة.
نذكر في الاعتراض:
منشأ حدوث هذه الإثارات والإشكاليات عند هذه الأقلام هو عدم معرفة الإمام الحسين (ع)
هم لا يعرفون مبادئ الحسين ولا قيم الحسين ولا يعرفون من يمثل الإمام الحسين ، الحسين عليه السلام هو حجة الله على أرضه وهو يملك مبادئ وقيم وبسبب عدم معرفتهم لذلك أثاروا هذه الإشكاليات.
الجواب الأول:
لأننا بهذا الحزن المستمر والبكاء المتجدد إنما نحيي عبادة من عبادات الله سبحانه وتعالى ، إحياء شعائر الحسين هي عبادات قربية لله سبحانه وتعالى.
فكما أنه لا يصح أن نعاتب الإنسان الذي يصلي فكذلك لا يصح لك أن تعاتب الباكي على الإمام الحسين لأنه يمارس عبادة من عبادات الله.
ربما نُسئل هذا السؤال: من أين تستفيدون أن البكاء وإحياء الشعائر الحسينية هو عبادة من العبادات ؟
نجيب بأمرين:
1- هو ما ذكره القرآن الكريم: لقد أمرنا في القرآن الكريم بمحبة أهل البيت {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} وأن تكون المحبة محبة حسية وليست محبة قلبية فقط (البكاء على الحسين هو ترجمة حقيقية لمحبتا للحسين عليه السلام ولأهل البيت).
ورد عن رسول الله (ص) : " حُب آل محمّد يوماً خير من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة "
ورد عن الصادق (ع): " فوق كل عبادةٍ عبادةً، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة"
2- البكاء على الأولياء المظلومين يمثل عبادة وهو ما ذكره القرآن الكريم أيضا.
{ قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
يعقوب النبي يعتبر البكاء على الأولياء المظلومين عبادة وهو بكى على ابنه يوسف بل واستمر بكاؤه أيضا على يوسف.
الشكوى إلى الله تستلزم المناجاة والمناجاة هي مخاطبة مع الله تبارك وتعالى.
النبي يعقوب على نبينا وآله وعليه السلام كان يبكي على ابنه النبي يوسف وهو يعلم بانه حي.
الجواب الثاني:
هناك روايات متواترة عند السنة وعند الشيعة تتحدث عن البكاء على الإمام الحسين (ع)
النبي صلى الله عليه وآله بكى على الإمام الحسين عليه السلام عند ولادته وفي حضانته وعندما كان طفلا صغيرا وعندما كبر الحسين أيضا واستمر البكاء على الحسين (ع) من قبل النبي (ص).
لو قمنا بالمقارنة بين بكاء النبي على الحسين وبكاؤه على بقية الصحابة لرجحت كفة بكاء النبي (ص) على الإمام الحسين (ع).
الجواب الثالث: أن هذا الاستمرار بالبكاء على الإمام الحسين وإحياء الشعائر الحسينية هي إحياء لأمر أهل البيت (ع) وقد ترحموا على من يحيي أمرهم
ورد عن الإمام الصادق (ع): " أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا".
وورد أيضا: "شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يفرحون لفرحنا ويحزننون لحزننا".
الجواب الرابع: لأن هذا الحزن المتجدد في كل عام على الإمام الحسين يمثل تسلية لقلب النبي (ص) من جانب ومن جانب آخر إنما يدخل السرور على قلب الزهراء (ع).
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة