بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ  

﴿ .. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا .. ﴾.

 

 النفحات هي مدد روحي غيبي يصيب الإنسان بعد حالة من عدم شعوره بالارتباط بالمولى.

 

 روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: « إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها».

 

 هناك نفحات تترصد لها وهناك نفحات تتعرض لها:

- ضيافة مكانية: مكة المكرمة. 

- ضيافة زمانية: شهر رمضان.

 

 الحج هو ترصد (قد لا يمكنك الحج بسبب مالي أو صحي)، أما شهر رمضان فهو يأتي لك.

 هناك من يقول أنه يتعذر عليه صوم شهر رمضان، ولكن من قال أن ضيافة الله متوقفة على الصوم ؟

لديك القرآن والدعاء والذكر.

 

علينا معرفة أن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر.

في الرواية: « من لم يغفر له في شهر رمضان، لم يغفر له إلى قابل؛ إلا أن يشهد عرفة».

 نحن أمام ضيافات ثمينة وفرص لا تتعوض: 

شخص يقول أنه كان ناوٍ أن يقرأ دعاء ابي حمزة ، انتصف الشهر ولم يقرأه ! هذا بسبب عدم التخطيط.

س/ كيف نستثمر هذا الشهر ؟

هناك أناس فات عليهم جزء من الشهر فعليهم أن لا يفوتوا الجزء الثاني.

 

 # المرحلة الأولى وهي المعرفية: 

1 - أن يتعرف المرء على عظمة شهر رمضان.

اذا اطلعت على الروايات منها أن قراءة آية في شهر رمضان هي كختمة في سائر الشهور فسوف استثمر ذلك. 

في الخطبة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله قال حتى أن النفس فيه تسبيح وأن النوم عبادة في شهر رمضان.

 

في وداع شهر رمضان المروي عن زين العابدين (ع):

السلام عليك من قرين جل قدره موجودا وأفجع فقده مفقودا // حق للإمام أن يقول أن فقده فجيعة.

 

 أهمية الشهر: 

الرسول صلى الله عليه وآله قال كما روي عنه: « لو يعلم العبد ما في رمضان لود أن يكون رمضان السنة ».

.ة

2- معرفة الفقهيات (معرفة المفطرات التي تبطل الصوم كالأكل والشرب والجماع والاستمناء وتعمد التقيء وغيرهم من المفطرات التي ذكرها الفقهاء).

 

3- التعرف على فلسفة الصيام:

 - أن تتذكر وقوفك يوم القيامة بين يدي الله.

في الرواية عن أبي الحسن الرضا عليه السلام فيما كتب إليه من جواب مسائله: « علَّة الصوم لعرفان مسِّ الجوع والعطش، ليكون العبد ذليلاً مستكيناً مأجوراً محتسباً صابراً، ويكون ذلك دليلاً له على شدائدِ الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظاً له في العاجل، دليلاً على الآجل، ليعلم شدّة مبلغِ ذلك من أهلِ الفقرِ والمسكنةِ في الدنيا والآخرة ».

 - أن يحس الغني بحال الفقير. 

ورد عن الصادق (ع): « إنما فرض الله ـ عز وجل ـ الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك إن الغني لم يكن يجد مسَ الجوع فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئاً قدر عليه، فأراد الله ـ عز وجل ـ أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع ».

 - الحكمة ("الصوم يورث الحكمة، والحكمة تورث المعرفة، والمعرفة تورث اليقين؛ فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر").

 

ورضني من العيش ما قسمت لي: هذا هو الرضا بقضاء الله سبحانه وتعالى.

 

 - التقوى: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.

 

عن أمير المؤمنين عليه السلام: ورائضاً لهم على أداء ما كلفّهم».

 

 - التصبر: واستعينوا بالصبر والصلاة.

ورد عن الكاظم: «  إذا نزلت الرجل النازلة أو الشدة فليصم فان الله عز وجل يقول: واستعينوا بالصبر يعني الصيام ».

 

 - التدريب على الإخلاص:

شخص مثلا لا يصلي (كان مع أصحابه وقت الأذان فصلى لأن لا يقولوا عنه أنه لا يصلي) فهذا مراءٍ.

أما الصوم فلا يوجد به رياء.

 

 • آداب الصيام: 

ورد عن أبي عبدالله عليه السلام : «  إذا صمت فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك [وعدد أشياء غير هذا]ثم قال:لا يكون يوم صومك كيوم فطرك ) ».

 

وليكن عليك وقار الصائم , والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله.

 

من كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.

 

• سر الصيام:

هناك 3 أنواع للصيام: 

1- صوم العوام: الصيام عن المفطرات.  

2- صوم الخواص: الورع عن محارم الله.

3- صوم خواص الخواص: أن تصوم عما عدا الله.

 

في دعاء كميل:  اَنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي مِنَ (فِي) اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَاَعْمالى عِنْدَكَ مَقْبُولَةً حَتّى تَكُونَ اَعْمالي وَاَوْرادى  كُلُّها وِرْداً واحِداً.

 

الصوم للتقوى والتقوى للكرامة الإلهية ،، الكرامة الإلهية هي: ورضوان من الله أكبر.

 

 # المرحلة الثانية هي مرحلة التخطيط: 

وضع برنامج متدرج (أن يبدأ بالقليل بحسب استطاعته ثم يكثر بالبرنامج شيئا فشيئا).

 

في دعاء دخول شهر رمضان: 

« اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَقِفْنَـا فِيْـهِ عَلَى مَـوَاقِيْتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْس بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ ، وَفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ ، وَوَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ ، وَأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ ..».

 

 للأسف هناك من يلتزم بصلاة الصبح بسبب السهر ولكنه يفوت عليه صلاة الظهر.

 

اللجنة الإعلامية - مأتم الجواونة.