وكان عليه السلام يطيل الركوع والسجود في الصلاة كعادته في الفرائض والنوافل حاضرا قلبه ، فلما أحس اللعين به نهض مسرعا ، فأقبل يمشي حتى وقف بإزاء الأسطوانة التي كان الإمام عليه السلام يصلي عليها فأمهله حتى صلى الركعة الأولى وركع الثانية وسجد السجدة الثانية ، فعند ذلك اخذ السيف ثم ضربه على رأسه الشريف فلما أحس عليه السلام لم يتأوه وصبر ، فوقع على وجهه قائلا :
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ، هذا ما وعدنا الله ورسوله ، وصدق الله ورسوله .
قال الراوي :
فلما سمع الناس الضجة ثار إليه كل من كان في المسجد وصاروا يدورون ولا يدرون أين يذهبون من شدة الصدمة والدهشة ، ثم أحاطوا بأمير المؤمنين عليه السلام ، وهو يشد رأسه بمئزره والدم يجري على وجهه ولحيته وقد خضبت بدمائه وهو يقول :
هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله .
ومما قال الراوي :
واصطفقت أبواب الجامع ، بالدعاء وهبت ريح عاصف سوداء مظلمة ،ونادى جبرئيل بين السماء والأرض بصوت يسمعه كل مستيقظ :
تهدمت والله أركان الهدى ، وانطمست والله نجوم السماء ، وأعلام التقى ، وانفصمت والله العروة الوثقى ، قتل ابن عم المصطفى ، قتل الوصي المجتبى ، قتل علي المرتضى ، قتل والله سيد الأوصياء ، قتله أشقى الأشقياء .