Friday, 03 September 2021 15:15

ملخص محاضرة ذكرى إستشهاد الإمام علي السجاد ( ع ) 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

Rate this item
(0 votes)

ورد عن الرسول (ص):

وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبِيّاً إِنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ فِي السَّمَاءِ أَكْبَرُ مِنْهُ فِي الْأَرْضِ فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ مِصْبَاحٌ هَادٍ وَسَفِينَةُ نَجَاةٍ وَإِمَامٌ غَيْرُ وَهْنٍ وَعِزٌّ وَفَخْرٌ وَبَحْرُ عِلْمٍ وَذُخْرٌ

مقدمة

أحد الأهداف الهامة من استمرار المآتم الحسينية، والإصرار على تشييدها وإقامتها هو التعرف على رسول الله (ص) وأهل البيت عليهم السلام، وعلى سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) على وجه الخصوص. وينقل عن الشيخ جوادي آملي ما مفاده (إن التعرف على الملاحم التي سطرها سيد الشهداء في كربلاء مرهون بدعاء عرفة وزيارة عاشوراء)، فقد جمع الإمام (ع) بين الشجاعة والعرفان.

ضرورة المعرفة

وفي دعاء ليلة الغدير (وزِدْنا مِنْ مُوالاتِهِ ومَحَبَّتِهِ ومَوَدَّتِهِ لَهُ والأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ زِياداتٌ لَا انْقِطاعَ لَها، ومُدَّةٌ لا تَناهِيَ لَها)، وهذه الزيادة المطلوبة والمرجوة لا يمكن تحققها إلا بالتعمق في معرفته، في الحديث المروي عن النبي (ص) أن الحسين (ع) في السماء أعظم منه في الأرض، فلا حدود ولا سقف لمعرفة الحسين عليه السلام.

فالمؤمن مطالبٌ بمعرفة الحسين حق معرفته، ففي زيارة عاشوراء (وثَبِّت لي قَدَمَ صِدقٍ عِندَكَ مَعَ الحُسَينِ وأصحابِ الحُسَينِ، الَّذينَ بَذَلوا مُهَجَهُم دونَ الحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ). فلا تثبت القدم إلا بالتعمق في معرفة المعصوم والثبات في الطريق الصحيح وابتعد عن الانحراف، فالمؤمن يواجه الإشكالات عبر التعمق في المعرفة، والمعرفة السطحية تولد انحرافات.

التشكيك في الموروثات الروائية:

الدين والحسين (ع) أعظم من كل إنسان، فما هي الثمرة المترتبة على طرح الإشكالات والتشكيكات في الموروثات الروائية وتوهين المنبر والتسبب في فقدان الناس الثقة بالمنبر الحسيني، سواء كان صاحبه ملتفتاً أو غير ملتفت، فسيتسبب بهدم المنبر، وفيه اتهام للفقهاء والعلماء الأجلاء.

هل طلب الحسينُ (ع) الماءَ من أعدائه:

هناك من نفى طلب الإمام الحسين (ع) للماء من الأعداء وقوله (وحق جدّي أنا عطشان) لكونه يمثل استجداءً وإذلال لمقام المعصوم.

الجواب: العديد من الفقهاء والمحققين كتبوا في سيرة أهل البيت (ع) فهل غفلوا عن هذه القضية؟  فالنفي لهذه القضية الاستدلال فيه اجتهادي بلا نص ولا رواية وكلام إنشائي متناقض.

القول بـ (أن الحسين طلب الماء على نحو الحمل على المشرعة)، فهل يمكن للعقل السليم أن يحكم بأن الحسين (ع) قد هجم عليهم بدون استنفاذ الخيارات السابقة؟ فالحسين لم يبدأ بالقتال في يوم عاشوراء، فهل يعقل أنه هجم بشكل مباشر دون الحديث معهم ومخاطبتهم؟ فالحسين لو لم يطلب الماء لضاعت القضية وقالوا بأنه لم يقتل عطشانا.

رد السيد جعفر العاملي (ره):

إن فهم استسقاء الحسين على أساس أنه استجداء غير دقيق وذلك لوجود وجوه أخرى تظهر قرائن الأحوال أنها هي المقصودة، ونذكر منها إنه (عليه السلام)، كان يريد أن يقيم الحجة عليهم وعلينا، حتى في مثل هذه اللحظات، لكيلا يحتمل أحد أنهم في زحمة الأحداث قد غفلوا عن هذا الأمر، أو ذهلوا عنه، فيكون (عليه السلام) بذلك قد نبه الغافل منهم إن كان ويكون قد عرّفنا بأنهم يأتون ما يأتونه عن سابق تصميم، وعلم ودراية، وأنهم غير معذورين أبداً في شيء من ذلك.

واجبنا تجاه المنبر الحسيني

يقول السيد جعفر العاملي (ره): إنَّ علينا ألا نشارك في هَدْمِ المنبر الحسينيّ، عن طريق تشكيك النّاس به، إنْ من خلال إطلاق العبارات العامّة والغائمة والرّنانة، أو من خلال إطلاق التُّهم بالكذب، والتّحريف، والافتعال. فإنَّ كلَّ عملٍ يُسهمُ في إفقاد النّاس الثّقة بالمجالس الحسينيةّ يُعتَبَر خيانةً للدِّين، ويُعتبر اعتداءً على عاشوراء.

الشيخ الوائلي (ره): ينقل عنه ما مفاده: إذا شكك أحدهم الناس في شيء فالواجب على العلماء أن يقفوا بلا مجاملة ويردوا على المشكك.

Read 247 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.