Wednesday, 18 August 2021 13:05

ملخص محاضرة - يوم 9 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

Rate this item
(0 votes)

تساؤلات وإشكاليات في مسيرة الأولياء والأئمة

 

ورد عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: (لَقَد اُعطيتُ السِّتَّ ؛ عِلمَ المَنايا وَالبَلايا وَالوَصايا ، وفَصلَ الخِطابِ ، وإنّي لَصاحِبُ الكَرّاتِ ، ودَولَةِ الدُّوَلِ ، وإنّي لَصاحِبُ العَصا وَالميسَمِ ، وَالدّابَةُ الَّتي تُكَلِّمُ النّاسَ (الكافى : ج 1 ص 198 ح 3) .

الأولياء بين الكرامة والابتلاء

المتتبع لسيرة الأئمة سلام الله عليهم تنبثق في ذهنه تساؤلات واستفهامات حول مسيرة الأولياء والأئمة، أليس الباري جعل لهم الكرامة والتقدير؟ ألم يجعل لهم المكانة العالية، فإذا كانت مكانتهم عند الله عالية ولهم فضل، فلماذا أسلمهم للبلايا والمنايا؟ لماذا لم ينصرهم في الحياة الدنيا؟ حكم الإمام علي عليهم السلام حتى قال (قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَ َفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ والْخِذْلَانِ)، وبقي اسمه مقروناً باللعن والشتم على المنابر عشرات السنين وإلى يومنا هذا؟ 

نصر الله لرسله

أليست كرامة الأولياء عند الله عالية؟ فكيف نتعقل الكرامة الموضوعة لهم من قبل الله وفي النفس الوقت هناك تسليم للبلايا والمنايا والامتحان ما خرجوا من الدنيا إلا وقد امتحنهم الله؟ لأنه لا يوجد أحد حلت عليه المصائب وسلبت منه الحقوق كأئمة أهل البيت عليهم السلام؟ أليس في كتاب الله (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ)، الآية تتحدث عن النصر بشكل مطلق، فما هو هذا النصر؟ ومتى يتحقق هذا النصر؟

نصر الأئمة في يتحقق في الرجعة

يروى عن الإمام الصادق أنه أجاب سائلا عن قلة أعمارهم بأن للأئمة رجعة وكرة.  البعض يتصور أن الحياة تنتهي بمجرد الموت، فهناك حياة أخرى يتحقق فيها ما وعد الله المؤمنين من نصر، والروايات تشير إلى رجعة في عصر الحجة المنتظر، وهناك عودة للائمة وهناك كرة لهم، الروايات تقول أن مقام الإمام علي بأمرة المؤمنين (أمير المؤمنين) لا يتحقق إلا في عصر الرجعة، وينصب خليفة وله الحكم والأمرة للمؤمنين.

فالإنسان المظلوم يحصل على حقه في عصر الرجعة، وفيها يزهق الباطل ويبقى الحق، ويقول السيد عبدالله شبر أن الرجعة نؤمن بها إجمالا، أي أن هناك أحداثا لا زالت غائبة عنا لم نتوصل إلى حقيقتها، هناك أمور نظرية تتحول إلى بديهية في عصر ما.

الرجعة والزيارة الجامعة

وفي الزيارة الجامعة ما يدل على مضامين الرجعة وعودة الأئمة عليهم السلام (مُؤْمِنٌ بِإِيَابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ)، ( وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتَّى يُحْيِيَ اللَّهُ دِينَهُ بِكُمْ وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ.).

تحقق النصر في الدنيا

سيتحقق النصر المادي في الحياة الدنيا، وسيتحقق النصر المعنوي في الحياة الأخرى، فما لاقوه وقاسوه من مصائب وابتلاءات إنما كان لعظم درجتهم، (إذا أحَبَّ اللّه ُ قَوما أو أحبَّ عبدا صَبَّ علَيهِ البلاءَ صَبّا، فلا يَخرُجُ مِن غَمٍّ إلاّ وقَعَ في غَم)، وما نزل بلاء كما نزل على سيد الشهداء في كربلاء وأعظم ما كان على قلبه، عندما برز علي الأكبر للقتال.

 

Read 261 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.