Tuesday, 17 August 2021 12:20

ملخص محاضرة - يوم 8 محرم الحرام 1443 هجرية - الخطيب الشيخ رجائي البارباري

Rate this item
(0 votes)

رابط الأسرة ورباط الزوجية

ورد عن النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه): مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الإسْلامِ أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا وَتَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ عَنْهَا فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ

رابط الأسرة ورباط الزوجية

عقد ناموسي أمرت به جميع الأديان، فالسعي نحو التزويج هو من مقتضيات الفطرة السليمة التي لم تتلوث بالأفكار الغربية المنحرفة الهادمة للبيوت الزوجية، فهو يبحث عن تكوين أسرة صالحة وفق الأوامر الإلهية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله (مَن أحَبَّ أن يَتَّبِعَ سُنَّتي، فَإِنَّ مِن سُنَّتِي التَّزويجَ) (مِنْ أَحَبَّ فِطْرَتِي فَلْيَسْتَنَّ بِسُنَّتِي، وَمِنْ سُنَّتِي النِّكَاحُ)،

رابط التوحيد ورابط التزويج:

 وبالتتبع في الآيات والروايات نجد أن الله سبحانه وتعالى جعل الرابط الأسري في المرتبة الثانية بعد التوحيد مباشرة. (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، فلماذا جعل الرابط الأسري بعد التوحيد مباشرة، وجعل تكوين الأسرة من الأولويات، فلماذا تم تقديم تكوين الأسرة على كل شيء. قد يأتي الجواب أن الأساس في إشاعة النسل البشري هو التزاوج، وهذا الجواب سطحي، فالأساس أن بين الرابطين والعقدين تكامل معنوي للطرفين للرقي إلى أعلى الهرم بالروحانيات والاتصال بالله سبحانه وتعالى.

آثار التزويج المعنوية:

وهذا ما يشير إليه حديث الرسول (ص) (مَنْ تزوّج فقد اعطي نصف السعادة)، وما ورد عن الصادق (ع) (ركْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا مُتَزَوِّجٌ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً يُصَلِّيهِمَا أَعْزَبُ‌)، فهل الدين أمر مادي أم معنوي؟ الدين أمر معنوي وليس مادياً فإذا فرضنا أنه مادي فهل هناك نصف يكتمل بالزواج ويبقى نصف آخر مادي ملموس؟ هناك معنويات، فصلاة المسجد أفضل من الصلاة في البيت لوجود خصوصيات وأجواء روحية تجعل المؤمن يتصل بالله بصورة أقرب وأسرع.

وفي الرواية عن النبي (ص) (مَن تَزَوَّجَ فقد أحرَزَ نِصفَ دِينِهِ، فَلْيَتَّقِ اللّهَ في النِّصفَ الباقي) فهناك أجواء روحية ونورانيات وصلوات ورحمات تتنزل على البيت الأسري وعلى المتزوجين، المتزوج يعيش استقراراً عاطفياً وحالة روحية من خلالها تتهيأ الأجواء له للاتصال بالله بشكل أكثر خشوعا.

تنزل الرحمة والنورانية على المتزوج:

في الحديث عن الرسول (ص): (كلّ لهو المؤمن باطل إلّافي ثلاث؛ في تأديبه الفرس، ورميه عن قوسه، وملاعبته امرأته؛ فإنّهنّ حقّ).

وعن الصَّادِقُ عليه السلام : ( لَيْسَ شَيْءٌ تَحْضُرُهُ الْمَلَائِكَةُ إِلَّا الرِّهَانُ، ومُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ)، فالرواية تشير إلى حضور الملائكة وصلواتها ورحماتها تنزل على الزوجين، فالمسألة لا تنحصر في قضاء الشهوة، وإنما هي عبادة عميقة واتصال بالله، ولذلك فقيمة عمل المتزوج أفضل من قيمة عمل الأعزب.

وهناك رحمات ونورانيات تتنزل من الله على المتزوج، بمجرد عقد الزواج،

عقد زواج القاسم (ع):

وقد عقد الإمام الحسين عليه السلام على القاسم عند نيته القتال، وهناك استغراب لمن ينفي بشكل قاطع عدم حدوث عقد الحسين على القاسم وهو نفي غير صحيح وليس من ديدن العلماء، فالسيد الخوئي رحمه الله أجاب حول هذه المسألة (بعدم ثبوتها لديه)، وهناك مخطوطات تم طباعتها في السنوات الأخيرة أثبتت صحة العديد من القضايا، فلماذا تواجه هذه القضية بالنكران؟

السيد الحكيم وروايات المقتل:

المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله في كتاب من وحي الطف يقول: (أن عدم العثور على مصدر الرواية لا يصلح شاهداً على كذبها، لأنه قد ألفت في العصور الأولى كثرة كاثرة من الكتب حول مقتل الحسين (عليه السلام) تعتمد على الروايات المسندة لمشاهدي الحوادث أو على ما يحدث به أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في عصورهم الطويلة، حيث بذلوا (صلوات الله عليهم) جهدهم في الإعلان والتذكير بهذه المصيبة بما أحاط بها من مآسٍ وفجائع وعظاتٍ وعبر، وإذا كانت تلك الكتب قد ضاعت علينا فمن القريب جداً أن يكون كثير من مضامينها قد بقي في الصدور يتناقله الناس جيلاً بعد جيل، أو أودع بنحو مرسل في بعض المقاتل المتأخرة التي وصلتنا. كما أن كثيراً من الأحداث ربما لم يسجل وإنما بقي متناقلاً بين الناس في الأجيال المتعاقبة حتى وصل إلينا مرسلاً من دون مصدر. واحتمال ذلك كافٍ في حسن ذكره لتشييد حق معلوم أو للتنفير من باطل معلوم.

زواج القاسم هو صيغة عقد:

الزواج الذي حدث هو صيغة عقد (إيجاب وقبول)، وما يأتي به الخطباء هو للتفجع ولتعظيم المصيبة، هناك عدة روايات أشارت إلى حدوث أصل الخطبة، في أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين يقول (كانت سكينة قد سميت لابن عمها القاسم بن الحسن فقتل يوم الطف.)، وقد ذكر القضية بالتفصيل آية الله حبيب كاشاني ويذكر الرواية عن مقتل أبي مخنف، وقد ذكرها أيضا أحد معاصري الشيخ الطوسي.

 

 

Read 231 times

Leave a comment

Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.