ملخص محاضرة المجلس الحسيني
الموضوع: حقيقة الجنة والنار
الخطيب: الشيخ ماهر رحمة
الساعة: 7.30 مساءً
يوم الخميس ليلة الجمعة الموافق 13 أكتوبر 2016
ليلة ثاني عشر محرم الحرام 1438 هـ
.
ورد في دعاء أبي حمزة الثمالي أنه قال: " وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ".
.
الحديث انطلاقا من هذه الفقرة الواردة في دعاء أبي حمزة الثمالي والتي أشارت إلى حقيقتين هما الجنة والنار يكون في بيان نقطتين:
النقطة الأولى: في بيان حقيقة الجنة والنار
النقطة الثانية : مكان وجود الجنة والنار
.
النقطة الأولى: في بيان حقيقة الجنة والنار
هناك سؤال مفاده:هل أن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان بالفعل ؟ أم أن الجنة والنار ليس لهما وجود فعلي (أي أنهما ستوجدان وستخلقان في المستقبل) ؟
.
هناك رأيان:
- الرأي الأول وهو لقدامى المتكلمين: وهو أن الجنة والنار حقائق ذكرهما القرآن لكن ليس لهما وجود فعلي (أي أن النار ليست بمخلوقة والجنة غير مخلوقة) وإنما ستخلق الجنة والنار فيما بعد (في المستقبل).
.
وقالوا أن دليلهم هي الآية القرآنية: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} ، وبناء على هذه الآية المباركة قالوا لو كانتا الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان فعلا لشملهما الهلاك.
.
نقول أن هذا الرأي غير صحيح:
الآية المباركة {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}:
هذه الآية ناظرة إلى النظام السائد في عالم الدنيا، والجنة والنار ليسا من الموجودات الدنيوية بل من الموجودات الأخروية ولهذا الرأي لا يمكن القبول به.
الرأي الثاني: وهو الرأي المشهور لعلمائنا : الجنة والنار لهما وجود فعلي وأنهما مخلوقتان وموجودتان فعلا.
يقول بعض علماؤنا :نحن في اعتقادنا أن الجنة والنار موجودتان فعلا والنبي صلى الله عليه وآله دخل الجنة ورأى النار
والدليل لدينا هما القرآن والروايات الشريفة:
· بعض الآيات القرآنية: { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } { وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ }
{ وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ }
.
لفظة الإعداد وردت بالنسبة للجنة وبالنسبة للنار، أعدت يعني خلقت وتكشف أن الجنة موجودة والنار موجودة.
.
· الروايات الشريفة:
روى الصدوق في الأمالي والتوحيد عن الهَرِوي ، قال : قلت : للرضا ـ عليه السَّلام ـ : يابن رسول الله ، أخبرني عن الجنّة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال : نعم ، وإنّ رسول الله قد دخل الجنة ورأى النار ، لما عرج به إلى السماء. قال : فقلت له : فإنّ قوماً يقولون إنّهما اليوم مقدّرتان غير مخلوقتين . فقال ـ عليه السَّلام ـ : ما أُولئك منّا ولا نحن منهم ، من أنْكر خلق الجنة والنار ، فقد كذّب النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وكذّبنا.
.
في الرواية عن الإمام الصادق أنه قال: "ليس من شيعتنا من أنكر أربعة أشياء: المعراج، و المساءلة في القبر، و خلق الجنة و النار، و الشفاعة".
.
النقطة الثانية : مكان وجود الجنة والنار
قد يستاءل سائل أين مكان الجنة وأين مكان النار؟
هناك ثلاثة آراء لمكان وجود الجنة ومكان وجود النار:
- الرأي الأول: مكان الجنة هو فوق السماوات السبع ومكان النار تحت الأرضون السبع ويستند في ذلك إلى الأخبار الواردة عن ذلك، وبعض العلماء ناقش هذا الرأي ولم يقبلوا به بسبب أمرين هما:
· أن الجنة والنار ليستا جزءا من هذا العالم الدنيوي حتى تكون الجنة فوق السماء والنار تحت الأرض.
· { وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ } : هذه الآية تكشف أن الجنة ليست من عالم الدنيا إلا أن عرض الجنة هي بعرض السماوات والأرض.
- الرأي الثاني: أن الجنة والنار موجودتان في باطن عالم الدنيا وهذا لا يدل أنهما من الدنيا، والهلاك يشمل الظاهر فقط ولا يشمل الباطن.
- الرأي الثالث: الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان لكن لا نعلم عن مكان وجودهما فعلمهما عند الله سبحانه وتعالى، ولن يعرف مكان وجودوهما إلا المعصوم فهو القادر على معرفة مكان وجود الجنة والنار.
اللجنة الإعلامية – مأتم الجواونة