الإمام الحسين وإقامة الصلاة
للصلاة منزلة عظيمة في الإسلام، فهي أفضل الأعمال الدينية، وأحب الأعمال إلى اللَّه تعالى، وهي من أعظم الطاعات، وأفضل العبادات، وهي عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها، وإن ردت ردَّ ما سواها، وهي آخر وصايا الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وهي معراج المؤمن اليومي إلى عالم الملكوت.
وقد روى المؤرخون أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان من أعبد الناس في زمانه، ومن أكثرهم اهتماماً بالصلاة حتى في الظروف الصعبة، وإليك بعض ما أثر عن محافظته وإقامته للصلاة في النقاط التالية:
· كثرة صلاته:
عرف الإمام الحسين (عليه السلام) بكثرة صلاته وصيامه، ومناجاته لله تعالى وقد أشاد بعبادة الإمام الحسين (عليه السلام) المؤالف والمخالف، فهذا ابن الأثير يقول: «وكان الحسين رضي الله عنه فاضلاً، كثير الصوم، والصلاة، والحج، والصدقة، وأفعال الخير جميعها»
وقال عبدالله بن الزبير: «أما والله لقد قتلوه، طويلاً بالليل قيامه، كثيراً في النهار صيامه»
وكان أكثر أوقاته مشغولاً بالصلاة والصوم، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة كما حدث بذلك ولده زين العابدين
· إحياء ليلة العاشر بالعبادة والصلاة:
في عصر يوم التاسع من محرم سنة 61هـ أمر الإمام الحسين (عليه السلام) أخاه العباس أن يطلب من الجيش الأموي تأخير المعركة من ليلة عاشوراء إلى يومها وذلك للتفرغ للعبادة والصلاة والدعاء والاستغفار.
فقد ذكر العلامة المجلسي أن الإمام الحسين (عليه السلام)، قال لأخيه العباس (عليه السلام)
يوم التاسع من المحرم: «ارجع إليهم فإن استطعت أن تؤخرهم إلى غد، وتدفعهم عنا العشية لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره، فهو يعلم أني كنت قد أحب الصلاة له، وتلاوة كتابه، وكثرة الدعاء والاستغفار»
· أما كيف أحيا الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه تلك الليلة؟
يشير المؤرخون والرواة إلى أن الإمام (عليه السلام) وأصحابه قد أحيوا ليلة عاشوراء بالعبادة والصلاة والدعاء والاستغفار.
قال الراوي: «وباتَ الحُسَينُ عليه السّلام وأصحابُهُ تِلكَ اللَّيلَةَ ولَهُم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحلِ، ما بَينَ راكِعٍ وساجِدٍ وقائِمٍ وقاعِدٍ،....وكَذا كانَت سَجِيَّةُ الحُسَينِ عليه السّلام في كَثرَةِ صَلاتِهِ وكَمالِ صِفاتِهِ»
------------
استلهام الدروس من عاشوراء
إنّ المشاركة والخدمة في المجالس الحسينية فيها ثواب عظيم، ولكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحدّ، فلم يكن يوم عاشوراء مناسبة للندب والتعزية حسب، بل كان وما يزال وقفة للتأسّي بدروسه والاقتداء بأبطاله، فيجب علينا أن نقتدي بسيّد الشهداء عليه السلام وأن نتأسّى به في جميع شؤوننا.
إنّ من بين ما تميّزت به قضية الإمام الحسين سلام الله عليه ميزتين هامّتين هما: العَبرة والعِبرة، وتكاد تكون هاتان الميزتان متلازمتين. فالذي يحظى بمنزلة أرفع وحرمة أكبر عند سيّد الشهداء هو الأقدر على الجود في العَبرة وأخذ العِبرة من قضية الإمام. وعلى قدر السعي والجدّ في هاتين المسألتين سوف يحظى الفرد بالثواب والجائزة.
وكلّما جاد الإنسان في البكاء والأسى على مصاب الإمام الحسين، أظهر للعالم استنكاره لما جرى على الإمام سلام الله عليه، بمعنى أنّ العبرة على الإمام مظهر لنصرته في أيّ وقت كان.
بعبارة أخرى: إنّ توقّع الإمام الحسين سلام الله عليه من الأفراد يتناسب مع منزلتهم ومقامهم. ولم يهمل المعصومون سلام الله عليهم في رواياتهم هذا الجانب، أي منازل الأفراد، حيث يقول الإمام الصادق سلام الله عليه لأحد أصحابه:
«إنّ الحسن من كلّ أحد حسن وإنّه منك أحسن لمكانك منّا، وإنّ القبيح من كلّ أحد قبيح وإنّه منك أقبح
------------
رضّ جسد الحسين
من الجرائم المفجعة التي ارتكبها جيش الكوفة هي رضّ الجسد الشريف لأبي عبدالله الحسين عليه السلام بالخيل بعد استشهاده . وكان ذلك بتحريض من شمر بن ذي الجوشن لابن زياد ، فالكتاب الذي بعثه عمر بن سعد الى ابن زياد كان كتاباً عاديّاً، لكن ابن زياد رد عليه بكتاب يعنفه فيه وكتب إليه إني لم ابعثك إلى الحسين لتكف عنه ولا لتمنّيه ولا لتطاوله ولا لتقعد له عندي شافعاً، انظر فإن نزل الحسين وأصحابه على الحكم واستسلموا فابعث بهم إليَّ سلماً، وإن أبو فازحف إليهم حتّى تقتلهم وتمثّل بهم، فإنّهم لذلك مستحقون. فإن قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنّه عاق شاق قاطع ظلوم، فإن أنت مضيت لأمرنا جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أنت أبيت فاعتزل جنديا وخل بين شمر وبين العسكر. فآتى شمر بالكتاب وسلمه لعمر بن سعد
وبعد استشهاده عصر يوم عاشوراء نادى عمر بن سعد في أصحابه من ينتدب إلى الحسين فيوطئه بفرسه؟ فانتدب عشرة ، حيث داسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا صدره وظهره ، وهم إسحاق بن حويّة الحضرمي، الأخنس بن مرثد، وحكيم بن الطفيل، وعمرو بن صبيح ، ورجاء بن منقذ ، وسالم بن خيثمة، وواحظ ابن ناعم، وصالح بن وهب ، وهانئ بن ثبيت، وأسيد بن مالك
وجاء هؤلاء العشرة حتّى وقفوا على ابن زياد، فقال أحدهم وهو السيد بن مالك
نحن رضضنا الصدر بعد الظهر
بكل يعسوب شديد الأسر
قال أبو عمرو الزاهد: فنظرنا في هؤلاء العشرة فوجدناهم جميعا أولاد زناء، وهؤلاء أخذهم المختار فشد أيديهم وأرجلهم بسلاسل الحديد وأوطأ الخيل ظهورهم حتى هلكوا .
------------
أسئلة العدد
· السؤال الاول: لماذا طلب الامام الحسين عليه السلام من
·أخيه العباس تأخير المعركة؟
· السؤال الثاني: ما هي الميزتان التي تميزت بها قضية الامام
· الحسين عليه السلام؟
·
· السؤال الثالث: كم عدد الذين رضوا جسد الامام الحسين
·عليه السلام؟ اذكر 3 منهم؟